العدد 2988
الإثنين 19 ديسمبر 2016
banner
الضمير الإنساني  والمسؤولية التاريخية
الإثنين 19 ديسمبر 2016

نظمت إمارة أبوظبي منذ أسبوعين المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر، والذي كان بدعوة من ولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وبحضور رؤساء وقادة وممثلين من 40 دولة على المستوى السياسى والثقافى والمجتمعي وجاء هذا المؤتمر استجابة للمخاطر التي تهدد بعض الموارد الثقافية والمواقع الأثرية وخصوصا في دول النزاع المسلح، ويدعم هذا المؤتمر أيضا خطط منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وذلك للحفاظ على التراث الإنساني، والهدف من المؤتمر مناقشة سبل إنقاذ هذا الإرث الحضاري الإنساني وكيفية حمايته مستقبلا ضد التدمير المقصود والممنهج له من قبل أعداء كل ما هو حضاري وإنساني، واختتم المؤتمر جدول أعماله بتوقيع الحضور على ميثاق أبوظبي الذي يتضمن إنشاء صندوق مالي بهدف تمويل برامج طويلة المدى للحفاظ على التراث الثقافي بالترميم أو النقل مع توفير شبكة دولية من الملاذات الآمنة للقطع القابلة للنقل وفقا للقانون الدولي وذلك حفاظا على الخصوصية الثقافية لكل دولة مع مكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية الثقافية .
وكانت مشاركة الكويت الحبيبة في هذا المحفل العظيم بوفد ترأسه شخصيا سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حاكم البلاد، وتعودنا اهتمام الكويت بالتراث الإنساني والحضاري لكل شعوب العالم بما يثبت أمام العالم أن الكويت تقف بحزم أمام أي فكر متطرف، وعلى أتم الاستعداد قولا وفعلا للمشاركة في أية فعالية الهدف منها الحفاظ على التراث الثقافي الإنساني الذى يمثل استحقاقات شعوب العالم عبر تاريخ نضالي طويل. إن الكويت لن تقف مكتوفة الأيدي أمام شياطين الإنس الذين أساؤوا ليس لدينهم ومجتمعاتهم فقط ولكن لكل الأجيال البشرية المعاصرة.

إن حماية التراث الإنساني مسؤولية الجميع، واهتمام والدنا الحبيب سمو الأمير بالمشاركة في هذا المؤتمر رغم انشغاله الدائم بالقضايا السياسية المصيرية في هذه البقعة الملتهبة في السنوات الأخيرة بأحداث متسارعة تتطلب مزيدا من الوقت والجهد إنما يدل على أنه يعلم يقينا أهمية هذا التراث الإنساني وما يمثله من قيمة إنسانية، وهي رسالة من قائد يحمل بداخله روح الفارس النبيل المحب لكل ما هو حضاري وإنساني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية