العدد 2978
الجمعة 09 ديسمبر 2016
banner
إسرائيل تحترق!
الجمعة 09 ديسمبر 2016

عندما طالعت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية لفت انتباهي حدثان أخذا اهتمام معظم شعوب المنطقة، الأول هو تقدم الحكومة الإسرائيلية إلى الكنيست بمشروع قرار بمنع استخدام مكبرات الصوت في مساجد مدينة القدس المحتلة ما بين الساعة الحادية عشرة مساء إلى الساعة السابعة صباحا، والحدث الثاني هو حرائق الغابات في إسرائيل وإظهار حالة الشماتة من الجماهير العربية والإسلامية والتفسير العجيب كالمعتاد أن ذلك انتقام إلهي على قرار منع الأذان الذي لم يقره الكنيست بعد، وإحقاقًا للحق أنا أرى أن مشروع هذا القرار ليس من باب المكايدة السياسية أو التضييق الديني ولكن هناك من يسيء استخدام التكنولوجيا الحديثة بما فيها مكبرات الصوت في المساجد وفي أوقات الهدوء والراحة وهو حق مكفول لكل الناس بما فيهم المرضى والطلبة وكبار السن من كل الأديان في المجتمع الواحد، ولكن ما أحزنني ردة الفعل من الجماهير العربية تحديدا تجاه حرائق الغابات التي كشفت لنا حالة العجز واليأس السياسي الذي تبلور في إظهار الشماتة في غير موضعها، فكيف يصدر منا هذا السلوك ونحن قدوتنا معلم البشرية الذي وقف لجنازة يهودي احتراما لها، وعندما استفسر من الصحابة عن سبب وقوفه أجاب قائلا أليست نفسًا، وكذلك الغلام اليهودي الذي كان يخدم النبي، فلما مرض هذا الغلام عاده النبي، وعرض عليه الإسلام والغلام كان بجوار أبيه فأسلم فقال النبي (ص) الحمدلله الذي أعتقه من النار. ما أعظمك يا رسول الله، فالتسامح واللين وعدم إظهار الحقد والكراهية من السنن النبوية الكبرى وهي من سنن المعاملات التي يجب أن نتأسى بها من أخلاق وأفعال رسولنا الكريم حتى نخرج من نفق الحقد والكراهية المظلم .

وأنا بدوري أتساءل أي نصر تحقق لهؤلاء الشامتين لكي يظهروا هذا الفرح المبالغ فيه ولكي يكون تفسيرهم أنه انتقام إلهي، حيث إن أكبر كارثة طبيعية في القرن الماضي كانت إعصار بولا في الساحل الشرقي لباكستان (بنجلاديش حاليا) الذي حصد أرواح ما يقرب من نصف مليون مسلم، وكذلك إعصار تسونامي، ولن نتوسع في ضرب الأمثال من تاريخنا القديم والمعاصر في دحض هذا الهراء المخدر للشعوب والمزيف لوعيها والإصرار العجيب على الانتقائية والخلط المتعمد بين ما هو سياسي وديني وإنساني واجتماعي ثم إلصاق هذا الخليط العجيب بالمشيئة الإلهية! وللأسف ما بين المزايدين والشامتين والعاجزين عن الفهم نجد استغلال الدين بشكل سيئ في تأجيج الصراع الديني والسياسي والطائفي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .