العدد 2969
الأربعاء 30 نوفمبر 2016
banner
تطوير طرق ومناهج التعليم
الأربعاء 30 نوفمبر 2016

لكي تنجح جهودنا في تطوير التعليم، لابد أن نحقق هدفين أساسيين، الأول توضيح الإجراءات المتخذة حيال المدارس التي حصلت على مستويات دنيا في التقييم لإصلاح أوضاعها، وإلزامها بتحسين مستواها وفق مواردها المتاحة وتقديم الدعم المادي والبشري لسد النواقص. مع أهمية التوجه الى طرق التدريس والمناهج الحديثة، ومن المؤسف أننا الى اليوم نعتمد على الطرق التقليدية كالمناهج المطولة والمكتوبة ونجاح الطالب يعتمد على الحفظ والامتحانات التحريرية. هذا الأسلوب القديم لم يعد يجدي في وقتنا الحاضر، ويُخرج طلبة غير مؤهلين لسوق العمل. وأغلب خريجي الثانوية لم يصلوا إلى مرحلة تحديد أهدافهم والمجال الذي يرغبون في العمل فيه، بينما تعمل المناهج الدراسية في الدول المتقدمة على اكتشاف مواهب الطالب لتؤهله للمجال الذي يرغب فيه مستقبلاً، وذلك في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط، بحيث يصل الطالب للمرحلة الثانوية واثقا من اختياره لمجال تعليمه الجامعي والوظيفة التي يبني مستقبله عليها، إلى جانب اكتسابه كما كبيرا من المهارات والسلوكيات الشخصية والخبرة العملية المساندة لنجاحه في مجال العمل. فنلندا هي ضمن أفضل عشر دول في التعليم، قررت الحكومة مؤخراً إلغاء تدريس مواد الفيزياء والرياضيات والأدب والتاريخ والجغرافيا، كمواد مستقلة، حيث سيتم تدريس الطلاب الأحداث والظواهر في شكل يجمع بين المواد، على سبيل المثال سينظر إلى الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر التاريخ والجغرافيا والرياضيات، وسيطبق هذا النظام من سن 16 عاماً بحيث يختار الطالب أي موضوع أو ظاهرة ليدرسها وفق رغباته، الى جانب وجود عمل المجموعات النقاشية والتعرف على طرق حل المشاكل. وتم تدريب المعلمين لتطبيق النظام الجديد مع فرص الزيادة في رواتبهم.

السويد أيضا ضمن أفضل أنظمة التعليم، دور الحضانة العامة متوفرة للجميع، وخريج الثانوية مؤهل للوظيفة أو دخول امتحان الجامعة، ويتعلم الطلبة الأشغال العامة كالنجارة والكهرباء والإلكترونيات والتصوير الفوتوغرافي والخياطة، إلى جانب منهج التعليم، كأمر إلزامي حتى ينشأ جيل يحترم المهن الأخرى ويتخرج الطالب متقنا إحدى هذه المهن، فمن المستحيل أن يكون جميع الخريجين أطباء ومهندسين.

وتتاح فرصة العمل للطالب في أية مؤسسة بإجازة الصيف ليتدرب على المهنة التي يحبها، ويصرف له راتب ويُشجع للتبرع براتبه لهيئات الإغاثة الدولية وعادة الطلبة يختارون التبرع حيث يتأهلون بموجب التبرع لحضور المناسبات الوطنية مجاناً على حساب المدرسة. منظومة رائعة ومطورة لتنمية اقتصاد الدولة، إلى أين نحن سائرون تعليمياً؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية