لا يضاهي النجاح أي نجاح عندما يكون تجاوزاً صريحاً للواقع.. وكسراً للمنطق، فهو نجاح لا يحقق الغلبة على المنافسين الأقوياء فحسب، وإنما تفوقاً مثيراً على الظروف التي تنعدم فيها “الفرص المتكافئة”.
ولعل النجاحات التي حققتها اللجنة الأولمبية البحرينية في إدارتها للمشاركات الرياضية الخارجية، واحدة من النماذج العاكسة لميزة البحرين وثقافتها الإبداعية في الحفاظ على مكانتها المرموقة، رغم تصاعد الأبخرة من المحيط التنافسي المشتعل في الإقليم الخليجي، بل والذاهب إلى حدود أبعد من مضيق “باب المندب”.
وعندما سبحت بعثة اللجنة الأولمبية “عكس التيار” في “زمن التقشف” المالي وقلة الإمكانات، وعادت إلى الوطن مُحملة بميدالية ذهبية أولمبية تاريخية من “شواطئ ريو”، ساهمت في وضع البحرين في صدارة القائمة العربية بدورة الألعاب الأولمبية 2016، فهي كانت تُبرهن أن الذهاب بعيداً في الطموحات لم يكن من أجل السياحة في أجمل شواطئ الأرض “الكوبا كابانا” وإنما بهدف العودة بـ “الجائزة الثمينة” إثر رحلة شاقة ومتعبة.
غير أن “القدرة البحرينية” على “كسر المنطق”، لا يتوجب أن نتوقف عندها كحل نهائي لقهر “التحديات الكبرى”، وإنما استثمارها في مواصلة الابتكارات التي تجعلنا قادرين على اللحاق بركب التطور المُتوجه بسرعة عالية نحو المستقبل، دون أن يكون مصيرنا “على المحك”؛ بسبب “بضعة دنانير”.
وإن كان من حقنا أن نفخر باحتلالنا هذه المكانة الأولمبية المرموقة في ريو، رغم شح الإمكانات وقلة الموارد المالية التي تُشغل “ماكينة” الرياضة البحرينية، فمن حقنا أيضا، أن نخجل عندما يتبادر وصول الراتب السنوي للاعب كرة قدم برتغالي يلعب لصالح ناد إسباني إلى مبلغ يضاهي ميزانية اللجنة الأولمبية البحرينية التي تدير بها نشاطات أكثر من 24 لعبة رياضية!
في الواقع يتفوق راتب رونالدو السنوي على ميزانية اللجنة الأولمبية البحرينية، فمن الاستحالة أن تصل ميزانيتها السنوية إلى قيمة راتب النجم البرتغالي البالغ 8 ملايين و800 ألف دينار... هل تصدقون؟