كل أربعة أعوام تجرى الانتخابات الأميركية، وتشغل بال الشعوب والدول، ولكن ماذا يستفيد العرب من هذه الانتخابات وفوز الرئيس الجمهوري أو الديمقراطي؟ وهل سيكون الجمهوري أرحم من الديمقراطي أو بالعكس لقضايانا العربية؟ وماذا فعل الرؤساء الأميركيون السابقون لمتابعة قضايانا؟ أليست مصائبنا بسبب الإدارات الأميركية المتعاقبة على البيت الأبيض؟ أليس هؤلاء الرؤساء من احتل العراق وأفغانستان، وتعاون مع النظام الإيراني لتحقيق المصالح الإيرانية والصهيونية والأميركية على حساب المصلحة القومية العربية؟ 

أنا كمواطن عربي لا أستفيد مطلقًا من هذه الانتخابات، ولا حتى الشعب الأميركي المتعدد الألوان والديانات والقوميات، فالمستفيد الحقيقي أصحاب الرساميل المالية لمختلف أنواع الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية والتقنية والنووية، بجانب حماية العدو الصهيوني والسهر على أمنه. هناك الكثير من المؤامرات الدولية التي طبخت ومازالت تطبخ وتعد تحت سقف البيت الأبيض، ويتم تمويلها من فوائد الأموال العربية المُستثمرة في المصارف الأميركية والغربية، يعني أن الأميركيين والغربيين يتآمرون علينا بأموالنا المودعة عندهم، والكل يعرف ذلك.

في الولايات المتحدة الأميركية العديد من الجنسيات التي تتمتع بالحقوق الديمقراطية، ولكن حقوقهم كأصوات أكثر بكثير من الحقوق الأخرى، وقوة أصواتهم تختلف من ولاية إلى أخرى، لذلك فهي مجرد أصوات من غير قوة ولا نفوذ.

إن التأثير الوحيد على الانتخابات الأميركية هو اللوبي الصهيوني الذي يلعب دورًا في الكونغرس ومجلس الشيوخ الداعم للمصالح الصهيونية أكثر من الأميركية، وبسبب وجود الجالية الصهيونية التي يتمتع أفرادها بإمكانات مالية كبيرة وذات تأثير قوي على اتجاهات السياسة الأميركية لا يستطيع مَن يصبح رئيسًا لأميركا أن يوفي وعوده لا للأميركيين ولا لغيرهم، إذا ما الفرق لدينا إذا فاز المرشح الديمقراطي أو الجمهوري؟.