العدد 2925
الإثنين 17 أكتوبر 2016
banner
لماذا هذه الحدة في التعاطي مع الاحتلال؟
الإثنين 17 أكتوبر 2016

غريب أمر الحكومة العراقية في تعاطيها مع القوات التركية التي تحتل جزءا من أرض العراق، فهم لا يتعدون سبعمئة جندي دخلوا الشمال العراقي بحجة محاربة داعش وتعهدوا بالخروج بعد القضاء على التنظيم حماية لأرضهم وليس لأي أمر آخر، ولكن الحكومة في العراق وما يطلق عليه الحشد الشعبي أقاموا الدنيا على ذلك وتوعدوا وهددوا مع أنه من الصعب عليهم التعامل مع القضية في جانبها العسكري، ولكنهم مع ذلك يهددون ويرفضون تواجد قوات أجنبية على الأرض العراقية مع أنهم فتحوا الأبواب كاملة للغير للعمل بحرية على أرض العراق، ما بين إيراني وأميركي وبريطاني بل وحتى صهيوني، كل تلك الجنسيات تتواجد قواتها على أرض العراق في ترحيب غريب من قبل الحكومات العراقية المتتالية وما يطلق عليه الحشد الشعبي، ولكن عندما دخل عدد محدود من الأتراك قامت الدنيا وتعهد قادة ذلك الحشد بالرد المزلزل ضد الأتراك.. فما سبب كل ذلك؟ ولماذا كل هذه الضجة مع أنها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها القوات التركية أرض العراق، هل لأن موعد (تحرير) الموصل دنا وأزف ويراد التعتيم على القضية كما سار عليه النهج في المدن التي سبقتها؟
نحن بالطبع لسنا مع دخول القوات التركية العراق أو أية قوات أجنبية غير عربية، ولكننا في نفس الوقت مع عراق حر نظيف من أية قوات غير الجيش العراقي الوطني، إلا أن ما يجري على النقيض من ذلك فحكومات العراق المتتالية ما بعد صدام حسين فتحت أبواب العراق لكل من هب ودب شرط أن يكون متماشيا مع أهدافها الطائفية واستعانت بالأساس بالقوات الإيرانية أو يمكن القول إنها جعلت الجيش العراقي جزءا من تلك القوات، يسير على خطاها ويعمل بأوامرها، أما القوات التركية وربما أية قوات عربية فإنه مرفوض وجودها لأنها يمكن أن تتعارض مع ما يراد فعله حاليا بالموصل وما تم فعله بغيرها من المدن العربية الرافضة لحال العراق الحالي وخضوعه لأوامر الجهات الإيرانية.
لذلك أقامت الحكومة العراقية (حزب الدعوة) والحشد الشعبي الدنيا ضد تركيا، ليس لأنها تمثل احتلالا لأرض العراق ونحن معها في ذلك لو كان هو السبب، ولكن لأن وجود هذه القوات يمكن أن يعيق خطواتها الطائفية القادمة في الموصل من قتل وتهجير ممنهج لأهلها ويفضح ما يمكن أن يجري فيها من جرائم طائفية على النمط الذي حدث في غيرها من قبل، وإلا فلا يوجد مانع (نظريا) لوجودها مع قوات التحالف (لتحرير!) الموصل من قوات تنظيم الدولة واعتبارها جزءا من ذلك التحالف.
الصحيح هو عدم وجود أية قوات غير عراقية في العراق، نحن نشدد على ذلك، ولكن الحقيقة غير ذلك للأسف الشديد، فحزب الدعوة في الأساس ليس عراقيا... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية