العدد 2917
الأحد 09 أكتوبر 2016
banner
جماعات الفتنة كلها مخترقة
الأحد 09 أكتوبر 2016

في معرض حديثه عن استغلال البعض موسم عاشوراء سياسيا لطعن الوحدة الوطنية، قال الشيخ محسن آل عصفور رئيس الأوقاف الجعفرية كلمة غاية في الأهمية، وهي “هناك بعض الأشخاص النشاز من عملاء مخابرات الدول الغربية الذين يرتدون عمائم المشايخ ويتصدون لإدارة بعض القنوات الفضائية في بريطانيا وأميركا لبث سمومهم باسم الشيعة والدفاع عنهم، ويدأبون من خلالها على إثارة الفتنة العمياء وإعطاء صورة سيئة ومغايرة للحقيقة عن الشيعة وشعائرهم وعقائدهم عن قصد بلغة سوقية وبكل دناءة... وهؤلاء في حقيقة أمرهم شنيعة وليسوا شيعة”.
هذا الكلام يؤكد حقيقة مهمة، ليس للبحرين وحدها، ولكن لجميع الدول العربية، سواء تلك التي حل بها الخراب، أو التي تجاهد من أجل النجاة، هذه الحقيقة هي أن الغالبية العظمى من الجماعات الدينية السياسية - إن لم تكن جميعها - مخترقة من أعلاها من قبل أجهزة الاستخبارات العالمية، لكي تتمكن هذه الأجهزة من توجيه أهداف وخطط هذه الجماعات بما يحقق مصالح الدول التي تتبعها هذه الأجهزة.
هذا الاختراق ليس أمرا جديدا، ولكنه موجود منذ زمن طويل، ووصل إلى ذروته خلال ما سمي بالربيع العربي، حيث كثفت هذه الأجهزة عملها الذي لم يتوقف عند حدود الاختراق والتأثير والتمويل لقيادات الصف الأول من هذه الجماعات، ولكنها أرسلت أعدادا كبيرة من رجالها المدربين لكي يعملوا داخل ميادين التظاهر نفسها وسط الزحام والانفعال الذي يحول دون تمييز أحد، ليقوموا بتوجيه المتظاهرين إلى أهداف محددة ويقوموا هم أنفسهم بقتل شخصيات معينة أو حرق أهداف معينة لكي يجروا الجميع إلى الاحتراب والخراب، ذلك الاحتراب الذي إذا وصل إلى درجة معينة لا يمكن لأحد أن يوقفه، خصوصا أن كل مرحلة لها تكتيكاتها وتمويلها وتسليحها من قبل هذه الأجهزة الخارجية.
وإذا كنا قد رأينا في قلب تظاهرات القاهرة من يطلق لحيته ويقرأ القرآن ويخطب في المساجد، وتبين في النهاية أنه ضابط من الموساد الإسرائيلي، فليس غريبا أن نرى أصحاب عمائم مندسين بين التظاهرات أو موجودين في قنوات فضائية تمارس التحريض وتبث الفتنة وتسعى في خراب البلاد.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية