العدد 2914
الخميس 06 أكتوبر 2016
banner
نحن من وجهة نظر أبنائنا
الخميس 06 أكتوبر 2016

عندما أخذت إحدى المطبوعات الأجنبية في البحرين بعضاً من الوقت منذ صدورها، تساءل أحد الصحافيين في زاويته: هل هذه مطبوعة بحرينية تصدر باللغة الإنجليزية، أم أنها مطبوعة إنجليزية تصدر في البحرين؟
هذا التساؤل الذكي، يحمل في طياته مرارة لا تني تتكرر مرات ومرات، وعلى مستويات عدة، وفي حقول كثيرة. ومغزى هذا التساؤل أننا نستثمر الكثير من الأموال والطاقات والدعم والمقدّرات لما يفترض أنه يخدم الوطن وأهله، ولكننا نجدها تصبّ في المصبّ الخاطئ، ليس البعيد وحسب عن الحقول التي يجب أن تروى، بل وربما تذهب إلى النقيض، حيث قد تغذي النباتات الشيطانية التي تعمل على القضاء على ما للحقول من محاصيل.
هذا ما تذكرته مع قرار وزارة التربية والتعليم إلزامها مدرسة خاصة بسحب كتاب يصف الفلسطينيين بالإراهبيين. ففوق أنها واحدة من أعلى المدارس رسوماً، فإن أولياء الأمور وكأنهم ينفقون طيب أموالهم ليعلموا أبناءهم معاداة الأمة وثوابتها وصراعها مع العدو الغاصب. وإذا ما استعدنا التاريخ القريب، سنرى أنها ليست الحادثة الأولى التي يجري فيها إقرار كتب إما تطعن في الثوابت العربية، أو الإسلامية، أو القيم المجتمعية لصالح قيم أخرى في الدول الغربية، ما يجعل الطالب في حيرة وغربة مضاعفة هل ينتمي إلى هذا البلد، أم أنه يظل على الدوام متطلعاً إلى الفرصة التي يذهب فيها إلى البلد/الحلم الذي نهل من قيمه المجتمعية؟!
أقول غربة مضاعفة، لأن الإعلام بكل تجلياته مسيطر عليه من الدول الغربية، وفي الأساس الشركات الأميركية العملاقة التي تبتلع الشركات الصغيرة وتتضخم وتسيطر وتتمدد وتتسع وتستحوذ وتفرض خطابها وإنتاجها وفيضها الإعلامي على العالم بأسره، في إنتاج لا تدانيه أية صناعة أخرى مهما كانت قوتها وقدرتها وإيمانها بقوميتها. وإذا ما أرادت هذه الأخرى النجاح؛ سارت على خطى الإنتاج الأميركي، ليس من النواحي الفنية، بل وحتى الموضوعات والتفاصيل، ولكم في الأعمال التركية مثال.
وعودة إلى المدارس، فإنه من المهم تحديد ما إذا أردناها مدارس خاصة، سواء الوطنية منها أم الأجنبية،  تدرّس بالروح البحرينية، والقيم المتعارف عليها، وهذا ما لا يتعارض مع تنمية التفكير السليم، واستخدام التحليل والمنطق وحل المشكلات، واستنهاض الطاقات الإبداعية لدى الطالب، وتحفيز روح الابتكار لديه، لأن هذه الأمور لا وطن لها؛ أم نقبل أن تكون مدارس أجنبية بحتة في البحرين، تقدم ما تريد تقديمه، وتعجن من عقول أبناء البلاد ما تشاء، وتقولبها كما تريد. فها نحن ذا نرى الرقابة التي تضعها الدول الغربية الليبرالية على المدارس ودور العبادة بحيث يكون خطابها منسجماً مع قيم مجتمعاتها، وهذا من حقها، بل ومن واجبها العمل به لأن المجتمعات إنما بناء قيمي متكامل، فلم نفرّط في حقنا في هذا الشأن وكلنا حياء وخجل أن نجأر به من دون تعسف؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية