سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة... تُذهلني رؤية هذا الشاب، وهو يخطو بثبات نحو العلياء في تدرج واتزان متناغم مع متطلبات المرحلة.
هل كانت خطوة ترؤسه اتحاد كرة السلة مُفاجئة، أم أنها موروث لمسيرة مُظفرة؟
إن اقتفاء أثر الأحداث يدل على الحقيقة، والحقيقة أن سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة كان رئيسًا مؤسسًا لاتحاد كرة السلة في سبعينات القرن الماضي، وله بصمات واضحة في بلوغ اللعبة هذا القدر من الشعبية والانتشار في مملكتنا الغالية، ولعله سبب وجيه لوجود نجل سموه في موقعه بعد سنوات طويلة، كما لو أنها دلالة على أن الأبناء الرائعين لا يرثون من آبائهم المُلك والثروة والمال، وإنما المبادئ والقيم والعطاء.
وفي الوقت الذي يترقب فيه الشارع الرياضي ما يُعزز هذه الفكرة؛ بعد أن يتسلم سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة مهامه بشكل رسمي نهاية الشهر الجاري، فاجأ سموه الجمهور ليلة البارحة بحضوره الشخصي لمتابعة الجولة الأولى من مباراة السوبر بين المنامة والأهلي، في تأكيد على أن تصديه لهذا المنصب الرياضي المهم لم يكن بغية الجلوس على كرسي رئاسة لن يزيده شرفًا، وإنما ليكون كرسي عمل ومسؤولية تجاه الناس.
إن سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة الذي عرفته قبل سنوات عدة عندما كان يافعًا، أبدى بوضوح رغبته في العمل الرياضي، ومن خلال متابعتي خطواته لاحظت جديته قبل نحو سبع سنوات بتنظيم دورة سنوية لأبناء جيله في المرحلة الإعدادية، لكنني اعتقدت لوهلة -آنذاك- بأن سموه سينشغل بشؤون الدراسة والتحصيل العلمي، ثم أدركت بسرعة أنه عازم على الاستمرار والبقاء قريبًا من الناس، من خلال عمله في نادي الرفاع.
والمصادفة هنا أن يكون نادي الرفاع، هو الآخر، جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الأسرية لسموه، حيث إن جده صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة هو المؤسس لهذا النادي في الخمسينات، وكم هو مثير للاهتمام أن يسير الحفيد على نهج جده، خصوصًا عندما يكون خليفة بن سلمان الذي يطول الحديث عن دوره في النهضة بهذا الوطن وأهله الطيبين.
وعندما يكون الحفيد بهذه العقلية، وهو ما يزال في بداية مشواره؛ فهذا مؤشر إيجابي علينا أن نتعامل معه بتفاؤل وتشجيع، فهو يكشف لنا بروز شخصية فذة في المجال الرياضي، من شأنها تطوير لعبة كرة السلة وغيرها من الألعاب، خصوصًا عندما تتطور الأمور بشكل صحيح وينضم سمو الشيخ عيسى بن علي لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية التي تدير الرياضة البحرينية برئاسة شابة أيضًا متمثلة في سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.