العدد 2884
الثلاثاء 06 سبتمبر 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عملاء إعلاميون ولكن لا يعلمون
الثلاثاء 06 سبتمبر 2016

لابد من التطرق لما يقوم به البعض في الإعلام العربي من إضعاف الهوية والروح القومية للعرب. ولعل من الأسباب الرئيسية لهذا الضعف الإعلامي استبدال الهوية العربية القومية للإعلام العربي بالهوية الإيرانية الساسانية من قبل بعض الإعلاميين من المستعربين الطائفيين. فهؤلاء تم شراء ضمائرهم وعروبتهم من أجل حفنة من المال الإيراني، لضرب الأمة العربية وتسفيه تاريخها وحضارتها، والعمل على إزالة الهوية العربية القومية من عقول وضمائر وصدور العرب، خصوصا ممن يشاركهم الطائفية والعبودية والذل والمهانة للساسانيين. هذه الفئة العميلة عملت على تدشين سياسة إعلامية وخارطة طريق، تقوم على ضرب الرموز والقيم والمبادئ والبطولة والمقاومة العربية، واستبدال ذلك بالتمجيد لنكرات طائفيين عملاء للمشروع الكسروي الإيراني، وإظهارهم بمظهر البطولة والمقاومة والعظمة. فمثلا، قامت قناة المنار وقناة العالم، بضرب العرب واتهامهم بالعمالة والخضوع والاستسلام لإسرائيل، وامتلأت شاشتهما بالبرامج الحوارية والأخبار التي تسفه المقاومة العربية، من خلال نكرات لضرب المشروع العربي لمقاومة اسرائيل، والتمجيد لمن يسمونه زعيم المقاومة العربية النكرة حسن نصر الله، حيث قام الطائفيون بالتمجيد المتكرر لما يسمى المقاومة التي يقودها نصر الله، مستغلين بطولات الشعب الفلسطيني في مقاومته الاحتلال الإسرائيلي، كغطاء لتخوين العرب واتهامهم بالعمالة والتقصير عن مساندة الفلسطينيين، محاولين في الوقت نفسه نزع الهوية القومية العربية من عقلية الإنسان العربي، وحاولوا أيضا جعل هذا الإنسان يكفر بكل اشكال الهوية العربية القومية، خصوصا أثناء حادثة الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، وتصوير هذه الحادثة على أنها رمز عربي إسلامي نجح بها هذا الحزب العميل، فيما عجزت الدول العربية كافة عن القيام بما قام به هذا الحزب. ومع الأسف صدق بعض العرب هذه الحادثة، ولم يعلموا أنها جاءت نتيجة اشتداد المقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، وأنه من مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي سحب وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي من لبنان للتركيز على الأمن الداخلي، وليس بسبب ما يسمى بمقاومة حزب الله الكسروي لإسرائيل.     
ومع الأسف فإن بعض الشخصيات المحسوبة على حركة حماس ساهمت مساهمة كبيرة على المستوى الإعلامي حتى في وسائلها الإعلامية، في ضرب روح المقاومة العربية من خلال التمجيد لحسن نصر الله وإيران، والتصريحات الإيجابية تجاه إيران، وبالتالي إضفاء الشرعية على ما يقومون به من مؤامرات خفية تستهدف تدمير الهوية العربية، تحت ستار الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .