منذ وقت طويل والمواطن العربي يشعر بأن المنطقة تعيش المعاناة في أوسع معانيها، وهناك محاولات مستمرة لتفكيك دولنا، وتقف دول كبرى كقوة ضاغطة لتشتيت الصوت العربي.
الأمين العام لجامعة الدول العربية كان صريحا للغاية وقال خلال زيارته البحرين قبل أيام: (إن الجامعة العربية تمر بأوضاع صعبة فيما يتعلق بالأزمات التي تواجه الكثير من الدول العربية. فهناك مأساة تدور في سوريا وهناك وضع خاص باليمن وهناك اقتتال في ليبيا، علاوة على التدخلات الأجنبية في الشأن العربي، الأمر الذي يتطلب أن نسعى جميعا للم الشمل العربي وتوحيد الرؤى العربية).
لقد تعرض العرب عموما لهجمات عديدة وهم يسيرون على هذا الدرب وكأننا نعيش سباقا طويلا لا نهاية له، دائما نتحدث عن مشاعر الكرامة والعزة الوطنية العربية وفي نفس الوقت نترك الفرص للقوى الرجعية أن تحيط بنا ونتحرك تحت مظلتها ونكون على استعداد دائم لسماع كلمتها. العرب يعرفون العلاقات المشبوهة ويدركون خطورة الموقف ومع ذلك يتوسعون في دائرة هذه العلاقات بوهم أن يكونوا لهم درعا وسندا وعونا ونصيرا، والوضع الصعب الذي تعيشه الجامعة العربية ليس وليد اليوم، إنما نتيجة خسائر متلاحقة مني بها العرب بسبب عدم وجود إرادة سياسية موحدة وتوافق وتناسق على جميع المستويات. العرب كانوا يسعون كفرق مستقلة لمواجهة الخطر وهذا الخيار الصعب شكل جزءا أساسيا من تمزيقنا على مر السنوات ومن ثم أصبحنا غير قادرين على خوض أية معركة بميادينها المتعددة.
إن النضال العربي بشتى صوره يفتقد عنصر التخطيط طويل المدى، ولم يحدث أن توافر للسياسة العربية ذلك العنصر الأساسي في الأسلوب العلمي، وأعني استراتيجية تتضمن الخط الثابت للنضال والحركات التحررية من الواقع، مقسمة على مراحل زمنية، حاشدة كل الإمكانيات المادية والبشرية، وموزعة العمل على الكوادر المتاحة والمطلوبة، تضبط النشاط السياسي في كل المواقع والمجالات بحيث يتم في إطار الخطة الموضوعة ولخدمة أغراضها، ثم قيادة كل هذا عن طريق المتابعة والمراقبة.
لم الشمل العربي وتوحيد الرؤى العربية بحسب أمين عام الجامعة يتطلب أن نكون على مستوى التحديات التي يمكن أن نواجهها ونحن على هذا الطريق نحو الهدف الذي ننشده، نتابع باهتمام كعرب كل تحركات الجامعة العربية ولكن هل الجامعة قادرة على تأدية ما هو مطلوب منها وما هو ملقى على عاتقها؟ الأحداث في الدول العربية تتفاقم وإن لم نتحرك سنتهاوى مع مرور الزمن.