العدد 2841
الإثنين 25 يوليو 2016
banner
موسكو والربيع العربي... سوريا معبر لاستعادة النفوذ الدولي (2)
الإثنين 25 يوليو 2016

الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد حذر روسيا صراحة العام الماضي من المخاطرة باستعداء الأغلبية السنية في المنطقة بالوقوف إلى جانب بشار الأسد، وهو ما يفتح الباب أمام استهداف روسيا من قبل تنظيمات كتنظيم الدولة وغيرها من التنظيمات، وهو ما قاد روسيا إلى شيء من الحذر في تعاملها مع صراعات الشرق الأوسط. لكن العلاقات الروسية في الوقت الحالي، من وجهة نظر الكرملين ومنظريه السياسيين، تمتاز عن علاقات الولايات المتحدة أو حتى الاتحاد السوفييتي السابق بأنها لا تقوم على أساس آيديولوجي، وأنها تخاطب كل قوى المنطقة (باستثناء تركيا، راهناً وعلنياً، التي تعتبر في صراع كبير مع روسيا حول مصير نظام الأسد، وأثار الأتراك غضب بوتين بعد إسقاط طائرة حربية روسية نهاية العام الماضي). بخلاف ذلك، تمتلك روسيا علاقات متميزة مع الاحتلال الإسرائيلي، ومع إيران، بالإضافة لحفاظها على علاقاتها مع حماس وحزب الله.
يشير تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن كثرة التحالفات ربما لا تكون في صالح روسيا في جميع الأحوال، فهذا الأمر لا يؤسس لتحالفات قوية وممتدة، فعلى سبيل المثال، على الرغم من العلاقات الجيدة بين روسيا وإيران وأهدافهما المتفقة نسبيًا فيما يتعلق بسوريا، إلا أن الإيرانيين يشعرون بالاستياء من علاقات موسكو مع “إسرائيل”، في الوقت نفسه، تتجنب إيران الدخول المباشر في الصراع الطائفي مع القوى السنية.
تمر العلاقات الإيرانية الروسية الآن بحالة من الشك والريبة بعد شهر عسل طويل ساهم خلاله الروس ببناء مفاعلات إيران وقيادة برنامجها النووي، تقول دينا إصفندياري، زميلة في كلية كينغز بلندن: “الإيرانيون يشعرون بأن الروس يخدعونهم، وأنهم لن يصدقوا وعودهم لإيران”، وهو ما أكده بعض المحللين، كما ذكروا أن العلاقة بين روسيا وإيران تقوم على المنفعة البحتة، بخلاف علاقة روسيا بإسرائيل على سبيل المثال، حيث تتعاطف روسيا مع إسرائيل بسبب وجود عدد كبير من الإسرائيليين ذوي الأصول السوفييتية الذين يتحدثون الروسية حتى الآن.
من المتوقع أن تصبح العلاقات بين روسيا والاحتلال الإسرائيلي أكثر حميمية وخصوصا مع تولي ليبرمان منصب وزير الدفاع الإسرائيلي نهاية الشهر الماضي، وهو إسرائيلي ولد في الاتحاد السوفييتي. وفي مقابلة مع ليبرمان قبل تولي المنصب الجديد، قال: “خبرتي تقول إنه من الممكن العمل مع الروس، إنهم براغماتيون، ويمكنك عقد الصفقات معهم والحصول على إجابات واضحة”، وأضاف أن روسيا لن تتخلى عن مصالحها في الشرق الأوسط، وأنها قوة كبيرة للغاية من الصعب تجاهلها، كما تبرز زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى موسكو للمرة الرابعة في الذكرى الخامسة والعشرين لاستئناف العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وموسكو، لتؤكد ان الروس عازمون على استعادة حضورهم الدولي من بوابة سوريا.. وبمساندة قوية من عدو السوريين ورافعة القوى الدولية وربيبتها “إسرائيل”!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية