العدد 2827
الإثنين 11 يوليو 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
نكرات العرب (1)
الإثنين 11 يوليو 2016



عاش المجتمع الخليجي والعربي بشكل أعم على مر العقود الماضية، حالة من الانسجام والتراحم والتعاضد بين مختلف شرائحه، حيث انسجم المسلم والمسيحي واليهودي والدرزي والشيعي والسني على السواء، من دون ان يعتدي الواحد على معتقدات الآخر. وكان من نتيجة هذا التسامح أن عاش هذا المجتمع بعيدا عن الصراعات الدينية والمجتمعية والآيديولوجية، كالتي عاشتها بقية المجتمعات. ومع الأسف، فإن هذا التسامح والتراحم المجتمعي الخليجي والعربي، لم يحظ بتسليط الضوء عليه من قبل الغربيين، كحالة انسانية راقية مثلت المبادئ الحقيقية والجوهرية للإسلام، في بنائه للمجتمع الاخلاقي المتحضر. بل إنه لم يحظ حتى باهتمام من قبل من يسمون أنفسهم مفكرين ومصلحين اجتماعيين خليجيين وعربا، ويقدمونه على أنه صورة حضارية للمجتمع الإنساني.
وبقي هذا المجتمع على هذه الصورة المتحضرة، حتى قامت ما تسمى بالثورة الفارسية العرقية الطائفية المدعومة من الدول الغربية، كما بينت الوثائق والتقارير الغربية التي نشرتها وكشفتها وسائل اعلام غربية مؤخرا. وكان جوهر ومرتكز هذه الثورة يقوم على هدفين هما: تدمير كل ما يمت للحضارة والثقافة والهوية العربية الاسلامية، التي يدين بها 96 بالمئة من المسلمين الموحدين لله. وثانيها، تسويق اسلام يناسب الهوية الفارسية، ويحقق حلمها بإعادة أمجاد الامبراطورية التي أزالها العرب الى غير رجعة.
ولتسويق مبادئ من يؤمنون بالتشيع الفارسي، وهو خلاف جوهر التشيع العربي طبعا، لجأ عرابو هذه الثورة للبحث عن دمى وعملاء وخونة، ممن انتسب في غفلة من الزمان الينا كعرب، ليحققوا هدف تدمير الهوية والثقافة العربية الإسلامية. وكان لابد من البحث عن مواصفات معينة للأشخاص الذين يمكن لهم تحقيق أهداف هذا المشروع. ولعل أهم صفة رآها عرابوا ومنظرو هذه الثورة في هؤلاء الخونة والعملاء، ومن خلال تحليلنا ومتابعتنا ورصدنا مسيرة هذه الثورة الطائفية، وما استخلصته كل من الجمعية العربية للصحافة وحرية الإعلام (آرابرس) والمنتدى الخليجي للأمن والسلام (جي اس بي)، وهما جمعيتان مدنيتان تابعتان لمجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) هي صفة يمكن أن تطلق عليها عبارة “النكرات”.
ولتنفيذ أهداف هذا المشروع الطائفي الإيراني، لجأ عرابو هذا المشروع للبحث عن نكرات من العرب، بشرط توفر ثلاثة مرتكزات تنطبق عليهم وهي: انهم نكرات لا توجد لهم سيرة وتاريخ مشرف ومعروف يذكر، وأنهم نكرات باحثون عن الشهرة والظهور الاعلامي والسياسي والديني. وأنهم نكرات لا يتورعون عن بيع أنفسهم للمشروع الايراني وقيادته بأي ثمن زهيد، ومهما كانت نتائج ذلك البيع عليهم وعلى عائلاتهم وطائفتهم. وتوفرت هذه الشروط بالعديد من المستعربين الذين باعوا شرف العروبة. وبعد دخول هؤلاء المستعربين تحت كنف ومظلة المشروع الايراني، وبعد حالة من المد والجزر والعديد من الاختبارات، وقع اختيار هؤلاء العرابين على أربعة أصنام: حسن نصر الله ليقود المشروع الايراني بلبنان، والمالكي ليقوده في العراق، وسفيه اليمن الحوثي ليعممه باليمن ويصبح مرشد المشروع الإيراني باليمن، ومشعوذ القطيف الذي لقي جزاء خيانته للمشروع الايراني نمر النمر، وبعض المستعربين بالبحرين الذين تم تجريدهم من شرف الجنسية البحرينية بعد ان وصلوا الى قمة مشروع الخيانة، وتم بفضل من الله صفعهم من قبل دول الخليج، قبل إكمال المشروع الطائفي العرقي البغيض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية