+A
A-

التغيير في إيران - مقال -


الخطر الذي يشكله النظام الديني المتطرف في إيران على الاوضاع في عموم المنطقة ولاسيما من حيث تصديره المستمر للتطرف الإسلامي والإرهاب إليها، صار أمرا واقعا وملموسا لا يمكن لأحد أن ينكره خصوصا أنه يتجسد أيما تجسيد على أرض الواقع، ولأن هذا الخطر يهدد الجميع فإن مقاومته هي بالضرورة جهد جماعي، إذ إن هذا النظام ومن أجل بقائه واستمراره يجد من الضروري جدا أن يجد له مواطئ أقدام في المنطقة ينطلق منها لتهديد السلام والامن والاستقرار.
خطر هذا النظام والتهديد الكبير الذي يمثله للمنطقة والعالم، حقيقة أكدتها المقاومة الايرانية باستمرار في بياناتها وأدبياتها المختلفة وحذرت منها على الدوام مشددة على أن استمرار هذا النظام يعني استمرار قمع الشعب الايراني واستمرار تصدير التطرف الاسلامي والارهاب والتدخلات الايرانية في المنطقة، ومع أن دول المنطقة نأت بنفسها عن تحذيرات المقاومة الايرانية هذه، لكنها في النتيجة أقرت بها عندما وجدته يطرق أبواب دول المنطقة جميعا دونما استثناء، ولذا فإنها اقتنعت بأنه ومن دون مواجهة هذا النظام والتصدي له فإن الخطر والتهديد سيبقى محدقا بها، وما يجب ملاحظته هنا مليا، هو أن المقاومة الايرانية ركزت على حقيقة مهمة وهي أن هذا النظام بنى مملكة تصدير التطرف الاسلامي والارهاب على كاهل الشعب الايراني من خلال قمعه ومصادرة حريته، أي أن النظام يعتمد كأساس ومرتكز لبقائه على ضمان بقاء الشعب الايراني مقموعا، ولذلك فإن إعادة الحرية لهذا الشعب من شأنها أن تغير هذه المعادلة رأسا على عقب.
المقاومة الايرانية ومن خلال التجمع السنوي الكبير والحافل الذي تقوم بعقده سنويا بحضور عشرات الآلاف من الإيرانيين من مختلف أنحاء العالم بالاضافة الى مئات الشخصيات البارزة دوليا وعربيا وإسلاميا وعلى مختلف الأصعدة الأخرى، تركز على قضية التغيير في إيران وتعتبره الحل الجذري لمشاكل الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم فيما يتعلق بتصدير التطرف الاسلامي والارهاب إليها، وإن دول المنطقة التي تشكو من ظاهرة التطرف الاسلامي والارهاب والتي تعلم في نفس الوقت أن مصدره النظام الايراني، عليها أن تبادر للمشاركة والمساهمة في هذا التجمع الحافل الذي يلفت أنظار مختلف الاوساط السياسية والاعلامية إليه.
المشاركة والمساهمة في التجمع السنوي للمعارضة الايرانية في باريس، هو بمثابة تصويت على التغيير في إيران والاصطفاف الى جانب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، والتغيير في إيران من خلال إسقاط النظام الديني المتطرف، يعني بالضرورة وأد التطرف الاسلامي في مهده والقضاء عليه قضاء مبرما.



فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.