+A
A-

“رامز يلعب بالنار”... لعبٌ على العقول ومهزلة فنية

البلاد - أسامة الماجد
لقد وصل الابتذال والسخافة في بعض البرامج العربية إلى حد الجنون على جميع المستويات، وأحد هذه البرامج “رامز يلعب بالنار” الذي يأتي على شكل كاميرا خفية ينصب المقالب للضيوف، وبدأ صاحب هذا البرنامج بمقالب في البحر أطلق عليها “رامز قرش البحر” ثم “ رامز في الهواء”، وهذه السنة أطل على المشاهد العربي من على سطح ناطحة سحاب تتعرض للحريق.
هذا الاستعداد الكبير لتقديم مثل هذه البرامج الساقطة والمبتذلة يؤكد أن الفن العربي يعيش الغربة والضياع، وأن الفضائيات العربية تعيش قمة التراجع والإقامة الجبرية في متاهات الاسفاف.
هذا الممثل المدعو رامز يعيش الاسفاف لحظة بلحظة وبطموحات لا تحصى، حيث تقوده قدماه إلى الظلام، وتحاصره التفاهات وهو يعتقد أنه يقدم فنًا راقيًا، وما يفعله على الشاشة هو الصواب في الوقت الذي يبحث فيه المشاهد العربي عن أعمال متميزة ومقبولة. الاسفاف والابتذال هو العدو الأول للفن، والمهرج رامز يمزق كل معاني الإبداع والفن الراقي ويسقطه في مراحيض التخلف والعفونة، ومن هنا يفترض أن يتم منع مثل هذا البرامج الهابطة، وتحطيم الأرصفة التي تقف عليها وتفتت أي شيء تستند إليه. إنه يهذي كأبواق المهزومين بلا أمل، فلماذا تفتح له الأبواب ليزحف كالأفعى دخيلا على الفن؟ اللعنة على مثل هذه الأعمال الهابطة التي تتوسد القاع، وتقتسم غنيمة الجفاف وثروة التخلف.
برامج لا يظهر فيها لون أو معنى وتجني أشعة الإساءة والتدمير... تدمير الأذواق!