العدد 2797
السبت 11 يونيو 2016
banner
صناعة الطاقة المتجددة
السبت 11 يونيو 2016

الحديث في هذا الموضوع له أبعاد كثيرة ومتشعبة لمدى أهميته في الاقتصاد من خلال توفير الطاقة البديلة لإنتاج الكهرباء بأساليب متعددة منها الكهرومائية ومنها عن طريق الرياح وضوء وحرارة الشمس وآخرها عن طريق حرق النفايات وتحويلها إلى درجة حرارة عالية تسمى بالـ Plazma Gasification.
إن أهمية استخدام الطاقة المتجددة اليوم في نمو مطرد وبالأخص في مجال الطاقة الشمسية حيث كانت هذه الطاقة مستخدمة بطرق بدائية منذ قديم الزمان إلى أن تم تصنيع الخلاية الكهروضوئية ‘Photo Voltaic Cells’ قبل أكثر من ٥ عقود من الزمن ولكن كانت كلف تصنيعها باهظة جداً حينها ولهذا السبب كانت استخداماتها بسيطة إلى ما قبل عقد واحد تقريباً حيث جاء في التقارير الأخيرة عن حجم توليد الطاقة الشمسية باستخدام الخلاية الكهروضوئية على مدار عشرات السنين إلى عام ٢٠٠٥ أنه كان إجمالي الطاقة الشمسية المستخدمة بحدود ٥,١ جيجاوات في جميع أنحاء العالم، والزيادة الكبيرة التي حصلت بين عامي ٢٠٠٥ و٢٠١٥  حيث تجاوز حجم الاستخدام العالمي من الطاقة الشمسية ٢٢٧ جيجاوات، أي بنسبة زيادة ٢٠٠٠ ٪‏ مما كان قبل عشر سنوات.
تنقسم هذه الصناعة إلى قسمين الأول هو استخدام هذه الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة الكهربائية كبديل لتوليد الكهرباء بالطرق التقليدية، وثانياً الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة وفي الحالتين هناك فرص عمل واعدة وجديدة تتطلب خلق مناهج تعليمية لإخراج كوادر عمل لاحتياجات سوق العمل المستقبلية على المستويين التعليميين، الفني ودرجة الهندسة، حيث ستكون هناك مئآت الوظائف سنوياً كلما ازداد الاستثمار في هذا المجال.
لو تابعنا سوق الطاقة المتجددة لرأينا أن معظم دول المنطقة تتسابق في استخدام هذه الطاقة البديلة النظيفة والحامية للبيئة والموفرة لكلف إنتاج الكهرباء حيث سبقت الإمارات العربية المتحدة دول مجلس التعاون وتلتها المملكة العربية السعوية وثم قطر والكويت حيث وضعت هذه الدول خطة خمسية للتحول التدريجي في إنتاج الكهرباء من التقليدي إلى استخدام الطاقة المتجددة على أن تصل لنسبة ٣٠ ٪‏ من كامل إنتاجها للكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في غضون العشر سنوات القادمة، وهذا سيكون إنجازا عظيما للدول.
منذ أكثر من ٧ سنوات ونحن نسمع أن هيئة الكهرباء والماء في البحرين ستقوم بمشروع تجريبي ‘Pilot Project’ لإنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة على أساس توليد ٣ ميجاوات بالطاقة الشمسية و٢ ميجاوات عن طريق طاقة الرياح ولكن هذا المشروع التجريبي لم ينجز، وسمعنا قبل فترة وجيزة أنه سيتم تنفيذ المشروع ولكن بكلف كبيرة جداً، يصل إجمالي كلفة إنتاج ٥ ميجاوات بحدود ١٧ مليون دولار أميركي، أي بكلفة ٣,٤ دولارات للواط الواحد في حين سعر السوق العالمي لا يتجاوز ١,٥ دولار للواط الواحد لكي يكون سعر كلفة الإنشاء ذا جدوى اقتصادية، علماً أن تقدم التكنولوجيا في مجال الطاقة المتجددة وصل إلى مستويات متقدمة جداً ولمن يرغب بتجريب هذه التكنولوجيا لا يحتاج لهذا الحجم الكبير، وقد يكتفي بإنتاج الكهرباء بحجم صغير لا يكلف أكثر من ١٠٠ ألف دولار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية