العدد 2793
الثلاثاء 07 يونيو 2016
banner
رمضان يجمعنا
الثلاثاء 07 يونيو 2016

للبحرين في رمضان نكهة أخرى .. ووجه آخر.. وشأن آخر.. وطبيعة أخرى..!
ولرمضان في البحرين نكهة أخرى.. ووجه آخر.. وشأن آخر.. وطبيعة أخرى..!
ويكفي أن ندرك أن البحرين تحظى خلال هذا الشهر الكريم بعدد من اللقاءات شبه اليومية بين القيادة والشعب تفوق ما يحدث في أي بلد آخر على مستوى العالم..!
ويكفي أن نقول، إن سياسة المجالس المفتوحة تصبح في رمضان شأنا بحرينياً من أكثر شؤونها حضوراً وكثافة ومشاركة من مختلف فئات الناس والمجتمع ومن جميع التوجهات والتيارات والانتماءات..
في رمضان البحرين غير..!
وفي البحرين رمضان غير..!
وما نتطلع إليه حقا وفعلا، أن نطور هذه الخصوصية إلى أكثر مما هي عليه الآن، رغم كل ما فيها من إيجابيات مطلقة وجوانب رائعة ولقاءات جميلة وجلسات حميمة ومفاتحات قد تقود إلى مشاريع وطنية رائعة وهادفة لخير الجميع إن شاء الله.
وبحمد الله تعالى فإن نفحات هذا الشهر الفضيل تتسرب إلى كل شيء في حياتنا وعاداتنا اليومية وممارساتنا وشؤوننا وأحوالنا..! حيث يرتفع منسوب التواصل الاجتماعي في رمضان.. ومنسوب التكافل المجتمعي والوطني.. بل يرتفع منسوب الوحدة الوطنية مع ارتفاع منسوب اللقاءات الوطنية، التي لا يكاد يخلو أحدها من حديث أو تصريح للقيادة الحكيمة حول أحوالنا الراهنة وشؤوننا ومعطياتنا الوطنية..
وجملة القول، إن الشهر الكريم الذي يظلنا جميعاً، يتميز والحمد لله في البحرين بمظلة أخرى مرافقة وموازية هي مظلة قيادتنا الحكيمة، وما تشهده الساحة الوطنية من انفراجات يمكن العمل عليها لتحويلها إلى مفاعيل وطنية ولا أقول سياسية..
وما أريده هنا.. أننا شبعنا من السياسة حتى أصابتنا منها تخمة.. وأننا عانينا من السياسة حتى إصابتنا منها الأمراض.. وأننا تعاطينا السياسة مع كل شيء حتى مع رمضان وإدراكنا كيف أنها لا تدخل شيئا إلا وأفسدته..
لذلك، نريده رمضانَ بحرينيًا خالص بلا سياسة..!
نريده رمضانَ بحرينيًا يعيد إلينا ولأبنائنا ما فقدناه من مكتسبات وطنية.. نريده رمضان تلتقي فيه القلوب والعزائم حول الراية الملكية الغراء.. راية مليكنا وقائدنا وحبيبنا وعاهلنا المفدى حمد بن عيسى ونعيد مع جلالته إلى الأذهان كيف كانت البحرين مع فواتح العهد الزاهر.. وكيف كانت النفوس تبني للوطن مع الأيدي والسواعد والعقول.. وكيف كانت البحرين أسرة كبيرة واحدة تجمعها رؤية واحدة وراية واحدة وتوجه واحد وأهداف واحدة..
وهذا ليس مستحيلا ولا بعيدًا في ظل ما نشاهده مما تعانيه الشعوب التي فقدت هذه الروح وعجزت عن استعادتها..! كما أنه ليس غريبا علينا هنا في البحرين، حيث كنا دائما الأقدر على استعادة الروح وشحنها بأجمل ما في تاريخنا وثوابتنا وعقيدتنا وأعرافنا وعروتنا الوطنية الراسخة في القلوب..!
هذه مجالسنا ستفتح أبوابها على الخير العميم في رمضان.. وهذه قلوبنا سوف تفتحها نفحات الشهر الفضيل وخصوصياته الربانية.. وفي الأحاديث النبوية الشريفة أن الشياطين تصفد في رمضان.. وما نرجوه فعلا أن تصفد في بلادنا شياطين السياسة والاختلاف والشائعات الهدامة في رمضان.. وأن تحل محلها ملائكة الخير.. ملائكة الوحدة الوطنية.. ملائكة التسامح الوطني وتفاهم الأهل والأخوة في الأسرة الواحدة.. ملائكة المبادرات الوطنية الخلاقة التي تتجاوز الطائفية والأجندات الحزبية وتتعالى على عوامل الخلاف والاختلاف إلى بواعث الالتقاء والمصالحة والقواسم المشتركة..
ما نريده أن يكون رمضان في بحريننا غير فعلا.. بنتائجه الوطنية.. وتطلعاته المشتركة.. ومبادراته الهادفة.. ولقاءاته المثمرة بالخير والإصلاح في عهد الإصلاح وبرعاية مليك الإصلاح..
وما يريده المواطن، هو أن نستعيد روح المبادرة التي تعزز من مسيرة الوطن وتنميته ونهضته وتعيده إلى جادة الاقتصاد القوي والواعد وإلى صراط الأمن والأمان والبيئة الجاذبة للاستثمارات والعمل العام..
وما يريده الوطن، أن نخلص له في شهر الإخلاص.. وأن نعمل له في شهر العمل.. فحب الأوطان من الإيمان.. والعمل من أجل صالح الوطن وأهله وحاضره ومستقبله هو بالتأكيد نوع من العمل الذي يطيب في رمضان وتطيبه نفحات الشهر الفضيل وتزكيه بركة المولى عز وجل، ورعاية قيادتنا الحكيمة..
ونختم بالذي هو خير..

الدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ ملكينا وعاهلنا المفدى وقيادتنا الحكيمة.. ويوفقهم إلى ما فيه الخير والسداد للوطن وللشعب والأمة..
والابتهال إلى ربنا ومولانا جل في علاه، أن يحفظ لنا البحرين الحبيبة من الأذى والشر والفتنة ومن كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين..
وكل عام وأنتم الأهل والوطن والشعب والأسرة الواحدة.. ومبارك عليكم الشهر...
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية