العدد 2763
الأحد 08 مايو 2016
banner
الملك حمد بن عيسى... نورنا الذي يسعى بين أيدينا ..!
الأحد 08 مايو 2016

قبل أيام كان العالم كله يتابع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وهو يسهم بشخصه السامي في إعادة الاعتبار إلى النهضة السياحية في مصر وتحديدا في شرم الشيخ. وفيما كان العالم بمختلف وسائل إعلامه ووكالات أنبائه يرقب بإعجاب شديد هذه المبادرات الملكية الجريئة والشجاعة وغير المألوفة، فقد كان علينا هنا في البحرين أن نرقبها بكثير من الاعتزاز والإعجاب، وأشياء أخرى. وعن هذه الأشياء سأقول:
إن ملك البلاد وعاهلها المفدى عندما يتجاوز البروتوكول ويخلق مبادرة من هذا النوع تتسابق إليها كل وكالات الأنباء في العالم لخدمة السياحة والأمن والاستقرار في بلد آخر، فلاشك أنه مستعد لأكثر من ذلك بكثير لخدمة بلده وتكريس أمنه واستقراره وتحويله إلى قبلة سياحية ومقصد سياحي آمن ومستقر ومتنوع المرافق والخدمات والاستثمارات.
ومليك تجري في دمائه الكريمة كل سمات الأصالة والعروبة وسجايا الفروسية والمبادرة والهمة الأعلى من الجوزاء، هو بالتأكيد خير من يقود بلاده ومؤسساتها وأجهزتها ورجالاتها وقطاعاتها التجارية والاستثمارية لإعادة تفجير شعلة النهضة الاقتصادية والاستثمارية التي انطلقت، كما نذكر جميعاً مع انطلاقة أولى نفحات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فحولت البلاد إلى ورشة عمل منوع ومتعدد الامتدادات، حيث عشنا ما يشبه الطفرة الشاملة التي وسعت كل شيء، من الفكر والصحافة والإعلام والمنابر السياسية إلى المنابر الدينية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها.. وغيرها..!
وهذا بالضبط ما نحن اليوم بأمَسِّ الحاجة اليه..! بل هذا ما تحتاجه البحرين منا وجميعاً، البحرين التي نتغنى كلنا بحبها، ونتسابق لاختراع الكلمات والشعارات التي تجسِّد ولاءنا لها وإخلاصنا لشعبها وتمسكنا بوحدتها الوطنية ورسالتها الإنسانية واستقلالية قرارها.. ولكن ماذا فعلنا لإعادتها من جديد إلى جادة قطار النهضة والإنتاج والتنمية..؟! بل ماذا فعلنا لإعادة روح المحبة والوئام والتسامح بين أبنائها، وقد دخلت بينهم مؤامرات المتآمرين وبرامج المتصيدين في الماء العكر ورعاة الفتنة والخراب بين الشعوب..؟!
إن علينا كمواطنين ومسؤولين أن نقرأ مليكنا كما يقرأ هو تطلعاتنا، فيبادر إلى تحقيقها ويطلق لها عنان العزة والكرامة. علينا أن ننظر في عيون حمد بن عيسى لنرى كيف هي البحرين التي يريدها ويحلم بها ويتطلع لإنهاضها. علينا أن نعيد قراءة المبادرات الملكية التي شهدناها ورأينا كيف أنها كانت تقودنا من إنجاز إلى إنجاز، وتقود الوطن من انفراج إلى انفراج. علينا أن نكون من جديد على مستوى قلب هذا الرجل، الملك، القائد، الذي أحبنا وأحببناه، وآمن بنا ووثقنا بقيادته وارتكنَّا إلى حكمته وأوينا في بعض منعطفات تاريخنا الحديث إلى سعة صدره واتساع بصيرته ورحابة فكره التصالحي ومبادئه الإصلاحية. فكان جلالته يجعل من الأحلام حقائق عشناها وعايشناها وسعدنا بها وفيها، ومازال حفظه الله ورعاه قادراً على المزيد، ومازلنا والحمد لله قادرين على مزيد الالتفاف حول رايته وخطه ومسيرته..!
كان الإمام مالك بن أنس يجيب الذين يقصدونه للفتيا والرأي: لماذا تتكبدون عناء السفر والمشقة وعندكم في المدينة علي بن الحسين..؟! وعندما التف المغاربة حول الملك الطليعي محمد الخامس لإطلاق إكبر نهضة حضارية واقتصادية مغربية في العصر الحديث، كتب العلامة والمفكر المغربي عبدالحفيظ الفاسي يصف التفاف الشعب المغربي حول قيادة مليكه المحبوب: هذا نورنا يسعى بين أيدينا..! ونحن في البحرين نورنا يسعى بين أيدينا.. وأعني مليكنا وقائدنا ورائدنا الذي لم يخذلنا أبدا وما تخلى عن تطلعاتنا قط..!
إننا لا نحتاج استلهام تجارب ناجحة من خارج الحدود؛ لأننا نمتلك تجربة المشروع الإصلاحي والميثاق الوطني وما ترتب عليهما من نهضة كبرى وتنمية وانطلاقة حضارية غير مسبوقة. ويقودنا ملك طليعي ورائد حضاري سبق أن اختبرناه في منعطفات عديدة، فكان دائماَ فارسنا المجلي وعاهلنا الذي تعهد إليه الأمة بأعز ما تتمنى من تطلعات، فلا يقر له قرار حتى يجعلها مثل فلق الصبح، حقيقة رائعة ساطعة نفاخر بها ونعتز..!
لقد حاول الذين يريدون بهذا البلد شراً أن يفقدوه ويفقدونا أقوى عروة من عرى تماسك البحرين واقتدارها واستقرارها، وهي عروة اتصالنا قلوباً وعقولاً وضمائر بمليكنا حمد بن عيسى، ولكنهم فشلوا بالتأكيد، وسوف يفشلون لو حاولوا مهما حاولوا؛ لأنها عروة راسخة رسوخ الوطن ونخيله، واسعة وممتدة سعة بحره وبره، قوية قوة رسالته، عريقة عراقة حضارته، نقية نقاء إنسانه، أصيلة أصالة مليكه وقيادته..!
في خاطري أن يدرك المعنيون كيف نقرأ من فكر مليكنا ومبادراته، كيف نستعيد ثقتنا باقتصادنا ونهضتنا وتنميتنا..؟ وكيف نتنفس من جديد أكسجين التحرر من تبعات الأزمة وتداعياتها..؟ وكيف نرى مستقبلنا من خلال نورنا الذي يسعى بين أيدينا.. فنكون على مستوى الهمة العليا التي تليق بالبحرين، وتليق بعشقنا لها، وتليق برؤية مليكنا وإيمانه بنا، وتليق بما نحمله من إرث وتراث الآباء والأجداد الذين بنوا أركان البلاد باتفاقهم وتوافقهم، وبما ربطوه بينهم من عرى الوطن الواحد والشعب الواحد والقيادة الواحدة والمستقبل الواحد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية