+A
A-

ولع الملالي بالصواريخ وانتهاكات حقوق الإنسان - مقال -


لا يكف النظام الديني المتطرف في إيران عن تجاربه الصاروخية ومساعيه من أجل تعزيز ترسانته العسكرية بما يمنحه المزيد من القوة والإمكانيات لمواصلة ممارساته القمعية والتعسفية العدوانية ضد الشعب الايراني وشعوب المنطقة على حد سواء، كما أن هذا النظام لم يتوقف ولو ليوم واحد عن انتهاكاته واسعة النطاق في مجال حقوق الانسان، إنما يتمادى فيها أكثر مع مرور الزمان بحيث صارت الصواريخ والأسلحة وانتهاكات حقوق الانسان من مميزات وخصائص هذا النظام.
دول العالم ولاسيما تلك التي تهتم بشعوبها وترعى مصالحهم، تتسابق في المجالات المختلفة في مجالات الثقافة والفكر والفن والعلوم الانسانية بما يدع الشعوب الى المزيد من الرقي والتحضر، لكن النظام الديني المتطرف على العكس والنقيض تماما من دول العالم تلك، يمنح جل اهتمامه لتطوير الصواريخ وتعزيز ترسانته من الاسلحة وكذلك التمادي في ممارساته القمعية لانتهاكات حقوق الانسان، ومراجعة أكثر من 36 عاما من تاريخ هذا النظام تبين بكل جلاء أن براعة ومهارة هذا النظام تكمن فقط في الاتجاهات المعاكسة للشعب الإيراني خصوصا وشعوب المنطقة والعالم عموما.
ولع ملالي إيران بالصواريخ والأسلحة وانتهاكات حقوق الانسان ومصادرة الحريات، يشكل أساس ومعدن نظامهم المعادي ليس للشعب الإيراني، وإنما للإنسانية جمعاء، وما صدر ويصدر عن هذا النظام القمعي الاستبدادي للعالم من ممارسات وأفكار ومخططات عدوانية شريرة، يعطي الأدلة القطعية على ذلك، لكن الغريب هو استمرار بعض الدول في التعويل عليه واعتقادها بإمكانية أن يصبح هذا النظام عضوا صالحا في المجتمع الدولي.
كذبة الاصلاح والاعتدال تتلاشى كفقاعة باهتة بين ولع هذا النظام بالاسلحة والصواريخ من جهة وبين ولعه في قمع الشعب الايراني من خلال انتهاكاته المستمرة في مجال حقوق الانسان ولو كان هذا النظام صادقا في مزاعمه بشأن الاصلاح والاعتدال ومنح 2 % من نسبة اهتمامه لمجالي الاسلحة وانتهاكات حقوق الانسان لتحسين أوضاع الشعب الايراني، فإن العالم كله كان يشعر بالتغيير الإيجابي في هذا البلد، لكن هذا النظام الظلامي المتخلف الذي يعتبر الحرية والتقدم ورفاهية الشعب الايراني والأمن والاستقرار في المنطقة معاد له ولأهدافه المشبوهة، من المستحيل أن يلتفت يوما نحو شعبه ويفكر ولو للحظة واحدة بتحسين أوضاعه.





فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.