العدد 2741
السبت 16 أبريل 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
خونة بثياب حرية التعبير 
السبت 16 أبريل 2016

لا أحد يمكن له أن ينكر أن حرية التعبير بالدول المتحضرة حق مكفول لمن يتصرف بتحضر ويقوم بالتعبير عن رأيه، مع التزامه بعدم إلغاء أو المساس بأية طائفة أو عرق أو مجموعة في نفس البلد. وهناك فرق بين من يقوم بهذا التعبير، وبين من يقوم بإلغاء الآخر والاستهزاء به وكأنه غير موجود، ويصل به الغرور والغباء والتبعية لبابا الصفويين، بالدعوة لإقامة جمهورية من العصور الوسطى، يمارس فيها أصناف الولاء لهذا البابا، ويريدون للعرب الذين أطفأوا نار المجوسية، ان يكونوا مثلهم عبيدا وسخرة لنظرية كسرى طهران. فهل هذه حرية رأي أم الغاء للآخر؟
وعودة الى ما قامت به الثورة التكفيرية في ايران من تحريك عملائها بالمنطقة العربية لتحقيق أهداف هذه الثورة من خلال ما يسمى بالدعوة للإصلاح وحرية التعبير، فإن البعض يحاول تفسير ما حدث خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، بأنه مجرد تعبير عن الرأي لا يستوجب أبدا كل هذه الاتهامات التي وصلت الى حد وصف هذا النوع من التعبير بالانقلاب على الشرعية، حسب وصفهم. والواقع أن لكل انسان الحق في التعبير، إذا كان هذا لا يتعدى على حق الآخرين الرافضين لذلك الرأي، بمعنى انه اذ كنت تعتقد بأن من حقك احتلال مستشفى مثلا بمنطقة ما يخدم مجموعة من المواطنين، وأن تقوم بالدعوة والعمل على تعطيل أو إزالة هذا المستشفى بالقوة خدمة لتوجهاتك ومؤامراتك، فإنك بهذا تعتدي على حق الآخرين الذين لا يشاركونك الرأي، ويعتبرون أن المستشفى هو حق للجميع وليس لك. وبالتالي فإن من حق الآخرين ايقافك عند حدك واتخاذ الاجراءات القانونية ضدك. وحينما تحاول القيام بسرقة شخص ما، فإنك بذلك تعتدي على حق هذا الانسان. والمنطق يقول إن ما تقوم به جريمة وليس تعبيرا عن الرأي. والأمر كذلك حينما تضرب بعرض الحائط أحد مكونات مجتمع ما، وتطالب بإسقاط الحكومة والنظام والتاريخ والقيم والموروث، وتقوم فعليا بإلغاء تام للمكون الثاني لهذا المجتمع من دون مراعاة أو اعتبار له، ويصل بك الاستخفاف والاستهانة والإلغاء لهذا المكون بالمطالبة بإقامة جمهورية أو حتى نظام، يخالف بتاتا عقيدة هذا المكون، وتكون مرجعيته دولة حاقدة لها ثورة تكفيرية حاقدة على كل ما هو سني وعربي، فإن ذلك لا يسمى تعبيرا عن الرأي، بل يسمى بقاموس الدول المتحضرة انقلابا على التسامح والتعددية والديمقراطية والتحضر، واستبدالها بقيم الحقد والكره والدكتاتورية المتمثلة بسلطة البابا بعصور الظلام، تستوجب ليس العقاب فقط بل دفع الثمن.. والثمن غاليا.
إن ما جرى في البحرين والمنطقة الشرقية ولبنان واليمن، ولنكن صريحين، ليس مجرد تعبير عن الرأي، ولا هي محاولة انقلاب على نظام حكم، بل إن ما حدث في الحقيقة هو انقلاب على المبادئ الاسلامية من خلال طاعة عمياء ابتدعتها ثورة تكفيرية صفوية حاقدة على العرب، وتقوم بتفسير القرآن العربي بمنطق مجوسي صفوي، تحوله الى نظريات هدفها الأساسي اخضاع العرب وخنوعهم للمجوس وإعادة أمجاد غابرة، وألبستها ثوب القدسية والألوهية، وقامت بتوزيع صكوك الغفران على اتباعها، من المتعربين المتلذذين بسادية الصفويين لهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .