العدد 1666
الثلاثاء 07 مايو 2013
banner
الفجور والانحطاط في العلاقات الدولية
الأحد 12 مايو 2024

الفجور والانحطاط وصف لم يستخدم وربما لن يستخدم في وصف ما يجري في العلاقات الدولية مهما كانت تصرفات الدولة منحطة ورديئة،ومهما تخلت الدول عن الانسانية وعن الأخلاق في تصرفاتها، فقد علمونا أن العلاقات الدولية لا تعرف سوى المصلحة وأن كلمات الصداقة والمودة والعلاقات الأخوية الراسخة ليست سوى كلمات برتوكولية لا تشير إلى نفس المعاني الموجودة في المعاجم أو المعاني المتداولة بين بني البشر.
هناك دول تقتل الأبرياء دون ذنب وهناك دول تساعد في هذا القتل دون وازع من ضمير وهناك أيضا دول تسكت عن هذا القتل لا لشيء سوى المصلحة، الدماء والخراب والدمار لا يشغلهم فالمصلحة تجعلهم جميعا أبناء مخلصين لمكيافيللي حتى وإن رفعوا شعارات دينية وأسموا أنفسهم دولا إسلامية وأطلقوا على الأحزاب والجماعات التي تدور في فلكهم اسم الله عز وجل.
لماذا يقوم ما يسمى بحزب الله اللبناني بقصف بلدات سورية بمواد كبريتية ولماذا يستهدف خزان المياه في القصير بريف دمشق؟ أي إله هذا الذي أمرهم بإبادة الأطفال والنساء العزل الذين لا ذنب لهم ولا جريرة؟
لا إجابة سوى العمالة والتبعية للدولة الأم التي تسمي نفسها إسلامية وتقوم بإرسال السلاح والمواد المحرمة دوليا لقتل الشعب السوري الذي لم يقبل الذل ولم يقبل وهو صاحب التاريخ والبطولات أن يكون مجرد خادم للدولة الصفوية التي تعودت أن تأكل بأسنان غيرها.
بأي ذنب قتل أهل بانياس بسلاح إيران وحزبها اللبناني الذي لا يعرف الرحمة والانسانية؟
لا إجابة سوى أن المصلحة والسعي للإبقاء على عميلهم في دمشق يتطلب كل هذه البحور من الدماء،ولا إجابة سوى أن المصالح الدولية لا تعترف بالانحطاط الأخلاقي مهما كان مداه!
إيران لم تكتف بتقديم العون بكل أشكاله للقاتل ولم تكتف ببحور الدم التي أغرقت الأراضي السورية، ولكنها تمارس الضغوط على غيرها من الدول لكي يغيروا مواقفهم منها أو على الأقل يلوذوا بالصمت عن جرائمها مهما كان حجم هذه الجرائم.
إيران هددت النظام المصري الجديد المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين بالانتقام إذا لم تغير مصر موقفها من النظام السوري الذي تلطخت يداه ورجلاه وكل ما فيه بدماء السوريين،فماذا يسمى هذا في العلاقات الدولية؟
لا إجابة سوى أن الهيمنة الصفوية المأمولة والسعي الإيراني للسيطرة على المنطقة ومساومة أمريكا ودول الغرب هدف تتضاءل أمامه كل هذه الدماء وكل هذا الخراب!
إنه الفجور والانحطاط في العلاقات الدولية،إنه التجرد من الإنسانية ومن الضمير من أجل تحقيق المصالح.
لعنة الله على العلاقات الدولية وعلى مفاهيمها اللاإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية