العدد 1664
الأحد 05 مايو 2013
banner
الآن يجب أن تنظروا لأنفسكم في المرآة
السبت 11 مايو 2024


ليس كافيا أن تقوم “مرآة البحرين” بنشر تكذيب واعتذار عن الخبر المسيء والقصة الحقيرة التي نشرتها عن اغتصاب سيدة بحرينية واتهمت رجلي أمن بهذه التهمة الشنيعة، لأن المقصود بهذه القصة هو الإساءة للدولة البحرينية برمتها وإظهارها بمظهر الدولة البوليسية المتجبرة التي تنتهك أعراض النساء ضمن مسلسل التشويه الذي يشبه دعاية جوبلز الذي يمارس ضد الدولة البحرينية.
الخبر نشر في أنحاء العالم وعرفته شعوب ذات لغات مختلفة ولا يمكن لأي تصحيح أو تكذيب أن يمحو أثره مهما كانت قوته، فالتكذيب سيأتي بأثر عكسي حتى لو افترضنا أن كل الذين قرأوا الخبر المكذوب قد قرأوا التصحيح أو التكذيب، ومعه الأخذ في الاعتبار أن الناس يقبلون على هذه النوعية من الأخبار ويكونون أكثر ميلا لتصديقها عن غيرها من الأخبار التي تتحدث عن مآثر البشر وفضائلهم.
والذين أعدوا هذا الخبر يعلمون ذلك جيدا وهذا هو الأثر الذي أرادوا إحداثه، ولذلك فالاعتذار الذي قدموه لا يقدم ولا يؤخر، وتحميل المسؤولية للمرأة التي (كذبت) مسألة لا جدوى منها، فماالذي سيحدث لامرأة مجهولة من مسألة كهذه؟.
والواضح أن القائمين على هذه (الجريدة) التي نقلت مثل هذه القصة الوضيعة لا يقومون بمجرد نقل الأخبار السيئة أو التركيز عليها دون غيرها ولكنهم يصنعون الأخبار مثلما يفعل المؤلفون والممثلون والمخرجون في صناعة السينما، ولو قارنا بين أفلام السينما وبين ما يقوم به أصحاب هذه (الجريدة) لوجدنا أن الفرق بينهما هو أن أصحاب (الجريدة) يعملون تحت قيادة مخرج فاشل عجز عن إخراج هذه القصة أو هذه الكذبة بشكل مقنع، فكانت النتيجة التي رأيناها.
ومن أهم علامات غباء المخرج هو عدم قدرته على التوقع وإدراك العواقب، فهو لم يتوقع أن وزارة الداخلية ستهتم بالأمر وسوف تسعى للتحقيق في الأمر بكل جدية وبكل دقة!.
صحيح أن خطأ فرد أو اثنين لا يحمل المسؤولية القانونية لوزارة الداخلية أو لكل رجال الأمن، ولكن المسألة لها بعد إعلامي دعائي تشويهي، وهو البعد الذي قصده مفبركو القصة الخبيثة، وبالتالي كان ولابد أن تهتم الداخلية بالأمر على النحو الذي حدث.
السؤال الذي يوجه إلى أصحاب هذه (الجريدة) والذي على أساسه يجب معاقبتهم هو: على أي مقاييس أو مبادئ أو قوانين مهنية تم نشر خبر كهذا؟ هل مجرد إعلان هذه المرأة أنها تعرضت للاغتصاب من هذا الشخص أو ذاك يجعل الخبر جدير بالنشر؟ وأي طبيب قرر لكم أنها اغتصبت من الأساس؟.
وهناك سؤال آخر هو: لو أن هذه المرأة قد أعلنت لكم أنها اغتصبت من قبل أحد رجال الولي الفقيه أو رجال الوفاق أو رجال اللاوفاق، هل كنتم ستنشرون الخبر بهذه السرعة وبهذا الإخراج الرديء؟ أم أن رجال الأمن هم الهدف الوحيد لكم خلال حرب التشويه والتضليل التي تسعى لتلطيخ سمعة الناس بالباطل؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية