العدد 1659
الثلاثاء 30 أبريل 2013
banner
وزيرالتحرش ... الإعلام سابقاً
السبت 11 مايو 2024

“ فلفل شطة يا فلفل شطة ... جايين هنا ندبح له القطة”، هكذا هتف جموع المتظاهرين الذين حاصروا مبنى التلفزيون الذي يقف شامخا بالقرب من النهر وحيث يوجد مكتب معالي الوزير، موجهين رسائل إلى وزير التحرش ،الإعلام سابقا،حسب الشعارات التي رفعوها مطالبين بإقالته دون إبطاء.
معالي الوزير لديه إصرار عجيب على استخدام تعابير تعد في لهجة بلاده فاحشة وغير مقبولة ولا تصدر إلا من شخص يراود امرأة عن نفسها،وكل هذا بحسن نية حسب رؤية معاليه.
فعلها مرتين من قبل ولم يلتمس له أحد العذر، وكان عليه أن يتوقف عند هذا الحد، ولكنه أعلن التحدي وأصر على أن التعبير الذي يستخدمه لا يعني تلك المعاني الخبيثة التي تتوارد في أذهان الخبيثين والخبيثات من الإعلاميين والإعلاميات، ونسي أن اللغة المحلية في بلده هي التي تحتم التفاسير الخبيثة لمفرداته وتعبيراته غير الدقيقة.
معالي الوزير عقد مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن انجازاته منذ أن تولى الوزارة ردا على المطالبين بإقالته الكارهين له ولجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها وردا على حملة السخرية التي تعرض لها على كل القنوات وفي مواقع التواصل الاجتماعية على شبكة عولمة الفضائح.
وخلال المؤتمر سألته مراسلة قناة النهار عن محتوى وسائل الإعلام في البلاد،فما كان منه إلا أن أعاد لها العبارة التي لم يسبقه إليها أحد من وزراء الإعلام عبر التاريخ،وقال: سأقول لك كما قلت لزميلتك من قبل “تعالي وأنا أقولك أين المحتوى”!
غطت الدهشة كل الوجوه وساد الضحك بسبب إصرار الوزير على العبارة العجيبة التي سببت له كل هذه الانتقادات اللاذعة.
وليته ما عقد هذا المؤتمر فقد كانت النتيجة هذه المرة أشد قسوة،فالسخرية على التويتر والفيس بوك بلغت مداها عندما وجه المغردون تغريداتهم إلى رئيس الجمهورية مطالبين إياه إما بإقالة الوزير أو بالبحث له عن عروس،وأطلق النشطاء النكات التي تنال من الوزير ومن جماعة الإخوان، ثم خرجت مظاهرة جلها من النساء ترفع شعارات مضحكة تنادي بإقالة الوزير المتحرش حسب رأيهن.
وسواء بقي معالي الوزير في منصبه أو رحل فسيبقى هناك سؤال بلا إجابة وهو :ما الذي يقصده الوزير عندما يقول لأنثى ، “تعالي وأنا أجيبك على السؤال الذي تسألين”، وما هو المكان الذي يدعوها للذهاب إليه؟ولماذا لا يجيب على السؤال الموجه إليه في ذات اللحظة التي وجه إليه السؤال فيها؟
الخلاصة أن هذه اللغة ليست لغة وزير، فالوزير يستخدم مفردات أرفع من هذا المستوى، وكان من الأفضل له أن يمتنع عن الرد على السؤال بدلا من محاولة السخرية من السائلة وهي المحاولة التي وصمت الوزير بوصمة ستظل في وجدان وعقول الناس لفترة طويلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية