العدد 1652
الثلاثاء 23 أبريل 2013
banner
ما هذا الذي يجري في المدارس؟
السبت 11 مايو 2024

كتبت منذ فترة ليست بالبعيدة عن عمليات العنف والاعتداءات التي وقعت على المدارس، وبخاصة المدارس الابتدائية،تلك المدارس التي يفترض أن من يتعلمون فيها أطفال في سن البراءة لا يمارسون السياسة ولا يعرفون الارهاب ولا يتبعون أي فكر محدد.
وكنت قد طالبت بمزيد من أعمال الحراسة، وبخاصة الحراسة السرية التي يمكن أن تفاجىء هؤلاء الخونة الذين يستغلون الغياب الأمني أو عدم وجود ما يكفي من رجال الأمن ويقومون بعمليات حرق أو تكسير لهذه المدارس.
ولكننا لم نرى تغييرا يذكر في مسألة الحراسة والدليل على ذلك تكرار مثل هذه العمليات في أكثر من مدرسة وخلال فترة زمنية قصيرة..
ولكن هذه المسألة،رغم تكرارها لم ينتج عنها خسائر في الأرواح، وربما يكون هذا هو السبب الذي لم يجعل المسئولين يعطون المسألة قدرا من الاهتمام، ونتمنى من الله ألا يأتي اليوم الذي يسقط فيه طفلا بريئا ضحية لهذه الأعمال الجبانة.
ولكن ليس هذا كل شيء في ملف المدارس العجيب،فهناك تطورا أخطر قد حدث قبل ثلاثة أيام، وهو تطور بلا شك يحتاج إلى وقفة حازمة من قبل كل من يهمه الأمر سواء كانت وزارة الداخلية أو وزارة التربية والتعليم أو أي شخص أو جهة لها علاقة بالقوانين واللوائح المنظمة للعملية التعليمية في المملكة.
طلاب مدرسة الجابرية الصناعية يقومون بأعمال لا علاقة لها بالمرة بالعملية التعليمية ويمارسون الفوضى والبلطجة داخل المدرسة ويحطمون محتوياتها التي يتعلمون بواسطتها ويرفعون شعارات لا علاقة لها بأي مطالب أو مشكلات طلابية أو تعليمية، ويقودهم في تنفيذ هذه الأعمال مجموعة بلطجية ملثمين دخلوا إلى المدرسة،فما هذا الذي يحدث؟
إذا كانت المظاهرات السلمية ذاتها مسألة لا تتفق مع الطلاب في هذه المراحل التعليمية ولا يجوز ممارستها داخل المدارس، فكيف يقوم الطلاب بتخريب المكان الذي يتعلمون فيه والأدوات التي يتعلمون بواسطتها؟
ليس السؤال الآن عن الذي أوصل الطلاب لهذه المرحلة وأقحمهم في أمور سياسية لا تجوز لمن هم في مرحلتهم الدراسية، لأن الاجابة عليه معروفة، فماكينات غسيل المخ اليومية تقوم بعملها على أكمل وجه في تشويه صورة الوطن في عقول الأطفال والمراهقين وتقحمهم في أمور لا تفيدهم بل تزرع العداوة والبغضاء في نفوسهم وتجعلهم جاهزين لطعن الوطن في أية لحظة،ولكن السؤال هو عن رد فعل الجهات المسئولة على هذا الأعمال.
أي مشهد مشين هذا الذي قام فيه أبناء البحرين بإنزال علم بلادهم من مواضعه في صرح تعليمي ينبغي أن يعلمهم المواطنة قبل كل شيء.
لا يمكن أن نترك هذا المشهد يمر هكذا مرور الكرام، فالمدارس لا يمكن أبدا أن تصبح مكانا لاهانة الوطن الذي نعيش ونتعلم على أرضه.
لابد أن يكون العقاب صارما تجاه من يمارسون هذا العبث،فعلم البحرين لا يقوم بإنزاله من مكانه إلا خائن أو عميل، وهذا ما يجب أن يتعلمه هؤلاء الطلاب المشوهون فكريا لدرجة أنهم لا يعرفون رمزية علم الدولة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية