العدد 1651
الإثنين 22 أبريل 2013
banner
لن تكـــون هناك ســوريـــا!
السبت 11 مايو 2024

“لن تكون هناك سوريا إذا تنحى الأسد”، عبارة قالها فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري لصحيفة الغارديان البريطانية تعليقا على الأحداث الدموية الدائرة في بلاده، وقال إن الرئيس الأسد لن يتنحى وإن سوريا ستغيب عن الخريطة إذا رحل الأسد الآن قبل الموافقة على خطة سياسية بين جميع السوريين، ووصف المقداد ما يجري في سوريا بأنه مؤامرة من المستعمرين الجدد، بريطانيا وفرنسا وأن العرب أغبياء يخدمون المصالح الغربية!
يبدو أن النظام السوري سيظل يكابر حتى آخر لحظة كما فعل معمر القذافي وسيظل يمارس الفجور السياسي حتى يسقط في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.
إذا كان العرب أغبياء فأين ذكاؤكم أيها المكابرون منذ اللحظة الأولى للثورة السورية؟ ماذا كان رد فعلكم على الشرارات الأولى للثورة، سوى التعالي على أبناء شعبكم وضرب المتظاهرين الجائعين بفعل سياساتكم الظالمة؟
لقد تصرفتم بعجرفة وغباء لم يسبق له مثيل في التاريخ ولم تستجيبوا من التجارب الحية التي كانت أمامكم وقررتم تركيع السوريين وإذلالهم بعد سنوات طويلة من رفع الشعارات الفارغة والأحاديث المجوفة عن الوطنية والعروبة والممانعة؟
الآن تتحدثون عن مؤامرة وتصفون العرب بالغباء وأنتم الذين قتلتم من أبناء شعبكم ما لم يقتله عدو من أعداء سوريا عبر تاريخها.
إذا كان ذكاؤكم قد دلكم على أن هناك مؤامرة غربية على بلدكم فلماذا لم تسعوا لإحباطها وتفويت الفرصة على من حاكوها ضد بلدكم؟ أم إن التصدي للمؤامرات يكون باتباع نظرية شمشون التي تجعلكم تضعون السوريين أمام اختيارين، فإما أن تظلوا جاثمين على الصدور، وإما أن تكملوا بأيديكم تلك المؤامرة انتقاما من سوريا وأهلها!
هل وطنيتكم وذكاؤكم وممانعتكم أمرتكم أن تضعوا بقاء سوريا في كفة وبقاؤكم في الحكم على غير رغبة من تحكمونهم في الكفة الأخرى؟
هذه المقولة التي نطق بها أحد أبواقكم، ممن لا يزال لديهم الأمل في تمريغ جباه السوريين في التراب، هي تعبير صادق عن نواياكم الشمشونية الساعية إلى محو سوريا من على الخريطة.
أي وطنية هذه التي تشدقتم بها طوال حياتكم؟ وأي يوم أسود جاء بكم إلى حكم هذه البلاد التي لم تتقدم بكم خطوة إلى الأمام، ولم يجد أهلها في ظل حكمكم سوى الفقر والذل؟
لو كنتم وطنيين حقا لقدمتم بقاء بلدكم عزيزا قويا على كل شيء ولأدركتم أن ترككم الحكم إنقاذا لهذا البلد هو أقل ما يجب في هذه اللحظات التي تمر فيها بلدكم بمحنة كبيرة، حتى وإن كانت نتيجة مؤامرة كما تقولون!
لقد تحدثتم سنوات طوال عن العدو الصهيوني وعن استعدادكم لاسترداد أرض سوريا التي احتلها منكم وعن استعدادكم لمحو هذا العدو من الوجود ثم قمتم بتقديم سوريا كلها له على طبق من فضة وحققتم له ما لم يكن يحلم به لا بالحرب ولا بالتآمر.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية