العدد 940
الأربعاء 11 مايو 2011
banner
رسالة جلالة الملك المفدى للأبناء الأوفياء
الإثنين 13 مايو 2024

كلمة جلالة الملك المفدى أمام أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية جاءت جامعة مانعة وفيها إجابات كافية على كل ما يدور في أذهان الكثيرين ممن يخلصون لهذا الوطن ويعملون لرفع شأنه بين الأمم ومن هم غير ذلك.
جلالة الملك كان كعادته دوما أبا للجميع، وداوت كلمته كل الجروح، حيث تحدث لكل البحرينيين دون إقصاء لأحد، وعلى الرغم من وجود أوجاع كثيرة، وعلى الرغم أن اللوم والعتاب هو أقل ما يجب في الظروف التي نعيشها، إلا أن جلالته يتعامل مع كل المواطنين بأخلاق الفارس العظيم، فلم يوجه أبدا تهديدا أو ترويعا لأبناء وطنه كما حدث ويحدث من قبل قادة كثيرين عندما يتعرضون أو تتعرض سلامة بلادهم للخطر.
سمعنا من جلالته حديث القائد الواثق المترفع عن الانتقام، رغم أن البحرين أوذيت من قبل عدد من أبنائها.
البحرين شهدت محاولة أكيدة لقلب نظام الحكم ونشر الفوضى فيها ودفعها نحو السقوط والزوال من على الخريطة العربية.
إن جلالة الملك يملك العفو قولا وفعلا، وقالها بكل تواضع “ان من له حقوق اقسم بالله العظيم لا ينصفه شخص اكثر مني ومعكم انتم لأننا أحنّ عليه وأرأف به من غيرنا”.
نعم يا صاحب الجلالة، فكثير من الأحداث والمواقف أكدت هذا، فقد عفوتم والعفو من أخص صفاتكم عن الكثيرين ممن أساؤوا للوطن ورموزه في غير موقف.
“القضاء سيأخذ مجراه في مختلف القضايا التي مرت بها المملكة وان ما يهمنا هو السرعة في انجاز الامور حتى نجعل هذه الازمة خلفنا”، هكذا تفضل جلالة الملك، مطمئنا الجميع أن البحرين لم تكن يوما – في عهد جلالته – محكومة بقوانين استثنائية، ولم تكن يوما محكومة بقضاء موجه أو غير نزيه.
جلالة الملك المفدى تفضل بعبارة لها مغزاها خلال المرحلة التي نعيشها، فهي ترد على تساؤلات كثيرة وتقدم تطمينات أكيدة حول أي محاكمات ستجري خلال هذه الفترة الحساسة، وتقطع الطريق على كل من يحاول أن يسيء إلى وجه البحرين المشرق، هذه العبارة هي: “اتحدى اذا كان هناك قاض او محام في البحرين سمع توجيها رسميا مني ينص على فعل شيء من عدمه”.
هذه الرسالة الراقية الحنونة التي بعث بها جلالة الملك إلى قلوب وعقول قادة الفكر والرأي الذين تشرفوا بحضرة جلالته، هي في الواقع رسالة لكل البحرينيين الشرفاء الذين يقفون إلى جانب الوطن وأمنه واستقراره خلال المرحلة الحالية.
هذه الرسالة الأبوية المخلصة تضع هؤلاء المشايخ الذين حضروا اللقاء، وتضعنا معهم، أمام مسؤولية وطنية كبيرة، لأن عليهم أن يحملوها كاملة وواضحة إلى شباب هذا الوطن الذين هم المستقبل لهذه البلاد.
إنها رسالة حب مخلصة من قائد عظيم كان ولا يزال أبا للجميع... حفظكم الله للبحرين يا صاحب الجلالة، وحمى الله البحرين من كل سوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية