العدد 924
الثلاثاء 26 أبريل 2011
banner
الشيخ فواز وتطوير هيئة الإعلام
الإثنين 29 أبريل 2024

ما يقوم به رئيس هيئة شؤون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة من تطوير للهيئة وارتقاء بمستوى الأداء فيها هو أمر غاية في الأهمية وكان يجب القيام به من سنوات مضت لأن كل شيء تغير من حولنا بسرعة رهيبة.
النقلة الهائلة في عالم الاتصالات، خاصة شبكة الانترنت وإمكانياتها الهائلة، جعلت مهمة الإعلام التقليدي غاية في الصعوبة، حيث العالم كله أصبح منفتحا على بعضه دون أي حواجز، وحيث اصبح إنسان هذا العصر يعيش تحت شلال من المعلومات، وأصبحت قدرته على الاختيار والتنقل بين وسائل الإعلام المختلفة لا محدودة، فهو يستطيع وهو نائم في سريره ان يمر على مئات القنوات ويختار من بينها ما يشاء.
ولكي يكون الإعلام ناجحا وقادرا على الاحتفاظ بجمهوره المحلي على الأقل، لابد له ان يكون على مستوى العصر، ولكي يكون على مستوى العصر لابد أن يمتلك شيئين اساسيين، أولهما التكنولوجيا الحديثة في عالم التصوير ونقل الأخبار وتجهيز الاستوديوهات وفقا لآخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الاتصال في هذا الشأن، وثانيهما امتلاك العنصر البشري المؤهل علميا وثقافيا ومهاريا على تقديم الرسالة الإعلامية على المستوى الذي يجبر المشاهد أو المستمع على التوقف لدى قناة معينة وعدم البحث عن غيرها من القنوات التي ترضيه، مع اتباع نظام التدريب المستمر للعناصر البشرية لكي تظل هي الأخرى على مستوى عال من الأداء يتوافق مع التطور المتواصل في مجال الإعلام على مستوى العالم.
ولا ننسى أن تحقيق الأشياء السابقة يحتاج إلى مخصصات مالية كافية للحصول على التكنولوجيا الحديثة ولتعيين وتدريب العناصر البشرية.
هذه المخصصات المالية لم تعد ترفا ولكنها ضرورة لابد منها لمن يريد أن يبقى على الساحة الإعلامية.
واستطاعت دول في منطقتنا أن تحقق التفوق الإعلامي عن طريق استقطاب إعلاميين أصحاب إمكانيات وثقافات وهو ما صنع النجومية والتفوق لهذه القنوات وجعلها محل احترام من المشاهدين.
على المستوى العربي استطاعت قناة الجزيرة وقناة العربية أن تحقيق نجاح كبير وقبول لدى الجمهور العربي بسبب تفوقهما في نقل الأخبار وتحليلها وفي البرامج الحوارية.
ولا نبالغ إذا قلنا أن عددا كبيرا جدا من المشاهدين العرب، في داخل البلدان العربية وفي خارجها، يحتكمون إلى العربية والجزيرة في التحقق من الأخبار التي تخص بلدانهم، خاصة الأخبار السلبية الخاصة بالصراعات السياسية وغيرها.
والأعجب من ذلك أن أكثر الذين ينتقدون قناة الجزيرة بسبب بعض مضامينها هم من أكثر متابعيها، والسبب معروف بالطبع، وهو تفوق الجزيرة تكنولوجيا وبشريا.
فهل نحن في البحرين قادرون على رفع كفاءة قنواتنا إلى مستوى مثل هذه القنوات التي يتابعها الملايين كل يوم؟
نعم نحن قادرون في ظل وجود شخصية مثل شخصية الشيخ فواز وحماسه وتطلعاته الكبيرة للنهوض بالإعلام البحريني. وأعتقد أن ما تقوم به هيئة شؤون الإعلام حاليا من استيراد لأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الإعلام وتدريب مستمر للكوادر البشرية، سوف يصنع الفرق قريبا وسوف نرى التغيير واضحا في مجال الإعلام التلفزيوني عما قريب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية