العدد 910
الثلاثاء 12 أبريل 2011
banner
الحلقة الكويتية المفرغة... إلى متى؟
الإثنين 29 أبريل 2024

المعارضة الوطنية الغيورة على مصلحة الوطن والمواطن لا غنى عنها في الدول الديمقراطية، أما المعارضة الانتقامية التي تفكر في الانتصار لذاتها وليس الانتصار للوطن وتظل طوال الوقت تختلق الأزمات وتشغل نفسها بإحكام الخطط للانتقام من هذا الشخص أو ذاك، مهما كانت الخسائر التي تحل بالوطن، فهي معارضة تؤخر الوطن ولا تقدمه، لأنها ترهق نفسها وترهق الحكومة فيما لا طائل منه في قضايا لا تفيد الوطن والمواطن.
في الدول المتقدمة تسعى المعارضة إلى اسقاط الحكومة استنادا إلى اسباب موضوعية أو بسبب فشل سياسات اقتصادية معينة أو بسبب مواقف وسياسات خارجية تعود بالضرر على المصلحة العليا للدولة، ولكن المعارضة في دولة الكويت الشقيقة شأن آخر تماما، فهي لا تركز على سياسات أو مواقف، ولكنها تتعامل مع الحكومة بمنطق العداوة والتحدي، وتنقل البلاد من أزمة إلى أخرى.
فقد اعلنت هذه المعارضة عن أقصى درجات العناد واستعدت من جديد لتأزيم الأمور وخلق جو غير صالح للعمل، لا للحكومة ولا لمجلس الأمة، وبالتالي تسير الأمور في طريق مسدود لا مخرج منه سوى إعادة الكرة مرة أخرى، الحكومة تستقيل ويعاد تكليف رئيسها من جديد، ثم تكشر المعارضة عن أنيابها وتستجوبه، ثم تحل الحكومة، وهكذا دواليك.
المعارضة الكويتية قالت “صراحة” أنها ستواصل رفض تولي الشيخ ناصر المحمد لرئاسة الحكومة، معلنة أنها ستقدم استجواباً له فور أداء الحكومة الجديدة القسم، وإعلان عدم التعاون معه.
وقال محللون أن هذه المعارضة تريد الدفع باتجاه حل مجلس الأمة ظنا منها أنه ستحصل خلال الانتخابات القادمة على أغلبية مطمئنة.
وكشفت كتلتا التنمية والإصلاح والعمل الشعبي عن نيتهما تقديم استجوابين للمحمد عقب تشكيل الحكومة الجديدة وأدائها اليمين الدستورية مباشرة، وبينت كتلة “التنمية” أن كتلة “الشعبي” تعتزم تقديم استجوابها أولا ثم تقوم هي بالتعاون مع النائب محمد هايف بتقديم استجواب ثان.
هل من المنطق ومن الوطنية أن يستجوب رئيس وزراء دولة في أي مكان على الكرة الأرضية فور قيامه وحكومته الجديدة بحلف اليمين؟وإلى متى ستظل الكويت تدور في هذه الحلقة المفرغة التي يعيش فيها الشعب الكويتي منذ عامين تقريبا، ونعيش فيها معه؟
نحن لسنا في موضع الدفاع عن الحكومة الكويتية، ولا نقول أن هذه الحكومة قد وصلت إلى حد الكمال، ولكننا صدمنا من هذا الموقف الذي تبنته المعارضة واستبقت الأحداث بشكل يضر ولا ينفع، فرئيس الحكومة ترك منصبه بحكم الدستور، ثم تم تعيينه فيه من جديد أيضا بحكم الدستور، وبالتالي ليس من الحكمة أن تقسم المعارضة بأغلظ ما لديها أنها لن تتعاون معه مختزلة كل قضايا ومتطلبات الشعب الكويتي في شيء واحد فقط وهو قدرتها على الإطاحة بهذا المسئول أو ذاك، وكـأن المعارضة لا تكون معارضة إلا إذا تمكنت من قهر الحكومة!!
زبدة القول:
في البحرين، وفي - الدوار تحديدا - لدينا صورة مشابهة لما يحدث في دولة الكويت الشقيقة، اذ لم يقدم لنا أولئك الذين رفعوا شعارات اسقاط الحكومة أي مبرر منطقي يدعوهم لذلك، متناسين أن هذا الرجل العظيم - خليفة بن سلمان - هو باني نهضة البحرين الحديثة ومؤسسها، وان ما قدمه من مبادرات انسانية لنهضة البحرين والانسان البحريني في كافة الميادين، وعلى مختلف الأصعدة، كاف لبناء مجد الوطن البحريني على مدى عقود ممتدة للمستقبل، فبوركت يا صاحب السمو وحفظك الله من كل مكروه وحفظ البحرين راية عربية خفاقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .