العدد 909
الإثنين 11 أبريل 2011
banner
لا يزال التحريض مستمرا
الإثنين 29 أبريل 2024

لا نبالغ إذا قلنا أن تكرار العفو عن الذين اساءوا للوطن ورموزه كان أحد أسباب الوضع المتدهور الذي وصلت إليه الأوضاع الأمنية في البحرين خلال الفترة الماضية.
ومن المواقف التي قوبلت بنوع من الدهشة والعجب من قبل عدد كبير من المواطنين، العفو عن مجموعة ثبت بالصوت والصورة أنها أساءت إلى قيادة البلاد في إحدى المناسبات الدينية، وارتكبت أمورا تستدعي العقاب.
نحن نعرف أن العفو عن المحكومين حق لجلالة الملك المفدى بحكم القانون، بل نعرف أن الهدف من هذا العفو المتكرر هو تقديم البرهان أن جلالة الملك أب لجميع الشعب البحريني وأن تحقيق الوئام والتعامل مع جميع البحرينيين على أنهم أعضاء في أسرة واحدة، أمر مقدم لدى جلالته على ما سواه.
ولكن ما حدث أن الكثيرين لم يأخذوا الأمر على هذا النحو ولم يزدهم العفو إلا تكبرا وغرورا واصرارا على العنف، فمارسوا التحريض ودفعوا شباب البحرين إلى العمل ضد مصلحة الوطن.
والعجيب أن هناك أناس حتى الآن يمارسون التحريض ويواصلون تسميم عقول الشباب من فوق منابر الجمعة، وكأن الخسائر التي خسرتها البلاد خلال المرحلة الماضية مسألة لا تعنيهم.
أحد المشايخ لا يزال حتى الآن مصرا على تسخين الأجواء والحديث عن الطائفة، بدلا من القيام بدوره في التهدئة التي يحتاجها الوطن الآن.
الشيخ تحدث في خطبة الجمعة عن وطنين، أحدهما للفقراء المدقعين المتخلفين المستعبدين، والآخر للأغنياء المترفين، المتقدمين المتسيدين، ووصف التقدم السياسي في البحرين بأنه يسير بسرعة السلحفاة، فياله من تحريض هذا الذي ي مارسه سماحة الشيخ الذي لم ينس أن يقول لمستمعيه ان حبه للوطن هو الذي دفعه ليقول هذا الكلام، ولكنه نسى أن يبين لنا أي وطن هذا الذي يحبه فهل هو وطن الفقراء المدقعين، ام وطن الأسياد المترفين؟
سماحة الشيخ لا يزال يردد نفس الكلام عن المطالبة بالحل السياسي وينتقد الإجراءات الأمنية في مواجهة العنف، ولا ندري ما هو هذا الحل السياسي الذي يريده الشيخ وكيفية تدشين هذا الحل، وكأنه لم يعرف على مدى أسابيع أن دعوة للحوار أطلقت من قبل القيادة البحرينية تحت رعاية سمو ولي العهد، وأن أحدا لم يستجب إليها، وأنه هو وغيره من قادة الرأي كانوا من أهم أسباب رفض الحوار والإصرار على البقاء في الشارع.
الآن يتحدث الشيخ عن الحل السياسي، ويقلل من شأن الحل الأمني، وكأن العنف والاعتداء على الممتلكات وترويع الآمنين أمور لا تستدعي التدخل الأمني.
إذا كان سماحة الشيخ يريد خيرا للبحرين وأهله كما يقول،فإن عليه أن يسمي الأشياء بأسمائها، لأن هناك فرقا شاسعا بين الحل السياسي وبين لي الذراع والاستقواء على شركاء الوطن، كما أن هناك فرقا شاسعا بين خطبة الجمعة وبين نشرات التحريض على العنف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .