+A
A-

اختصاصية التربية الخاصة د. حوراء معرفي

من‭ ‬أكثر‭ ‬الجوانب‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬عموما‭ ‬ويغفله‭ ‬بعض‭ ‬المربين‭ ‬هو‭ ‬جودة‭ ‬حياتهم‭ ‬ورضاهم‭ ‬عنها،‭ ‬فحرص‭ ‬الأهل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الفرص‭ ‬ليعيشوا‭ ‬بأعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬التكيف‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يمنحهم‭ ‬مستوى‭ ‬عاليا‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬الحياة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬يرتبط‭ ‬بمتغيرات‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والعاطفي‭ ‬والخدمات‭ ‬اللازمة‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬مواصلات‭ ‬ومنزل‭ ‬مجهز‭ ‬لاحتياجاتهم‭ ‬وخدمات‭ ‬صحية‭ ‬وتعليمية،‭ ‬أما‭ ‬المتغير‭ ‬الآخر‭ ‬فهو‭ ‬العلاقات‭ ‬العاطفية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬فهم‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والمدرسة‭.‬

 

مستوى‭ ‬الكفاءة‭ ‬الذاتية

تلك‭ ‬كانت‭ ‬مقدمة‭ ‬اختصاصية‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬د‭. ‬حوراء‭ ‬عادل‭ ‬معرفي،‭ ‬التي‭ ‬تلفت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬مهم‭ ‬قد‭ ‬تغفل‭ ‬عنه‭ ‬الأسرة،‭ ‬فهو‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ،‭ ‬فهل‭ ‬تضع‭ ‬الأسرة‭ ‬برامج‭ ‬يقضي‭ ‬فيها‭ ‬ذوو‭ ‬العزيمة‭ ‬أوقات‭ ‬فراغهم؟‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الإجابة‭ ‬لا‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التحرك‭ ‬لإعداد‭ ‬برامج‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬تهتم‭ ‬بالصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والعضوية،‭ ‬وتقدم‭ ‬لهم‭ ‬فرصة‭ ‬أكبر‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬ضغوط‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة‭ ‬وتجنب‭ ‬العزلة‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬الكفاءة‭ ‬الذاتية،‭ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ‭ ‬مفيدا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬وأؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬مشاركة‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬ومنحهم‭ ‬حق‭ ‬الاختيار‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭. ‬

 

عدم‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات

أما‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬على‭ ‬المربين‭ ‬الاهتمام‭ ‬به‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجوانب‭ ‬الصحية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالخصوصية‭ ‬المزدوجة‭ ‬وإمكان‭ ‬تلازم‭ ‬أو‭ ‬تزامن‭ ‬الإعاقة‭ ‬مع‭ ‬إعاقة‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬حالة‭ ‬صحية‭ ‬يؤثر‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬فلا‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الأعراض‭ ‬الذي‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬يكون‭ ‬سببها‭ ‬الإعاقة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تشخيصها‭ ‬سابقا،‭ ‬وإنما‭ ‬تكون‭ ‬بسبب‭ ‬عرض‭ ‬صحي‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تشخيصه،‭ ‬فذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬فحوصات‭ ‬دورية‭ ‬ومراجعات‭ ‬مستمرة‭. ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي،‭ ‬فيلزم‭ ‬عدم‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات‭ ‬ووصفهم‭ ‬بأصحاب‭ ‬القدرات‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬قدراتهم،‭ ‬فقد‭ ‬يسبب‭ ‬لهم‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬عندما‭ ‬يخفقون‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬ما،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬التعاطف‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬معهم،‭ ‬وإنما‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬أفراد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬لهم‭ ‬حقوق‭ ‬وعليهم‭ ‬واجبات‭ ‬فيقدمون‭ ‬واجباتهم‭ ‬ويعملون‭ ‬بحسب‭ ‬قدراتهم‭.‬

 

تقديم‭ ‬البرامج‭ ‬الإثرائية

إن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمواهب‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬جعل‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬يركزون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ "‬الخصوصية‭ ‬المزودجة‭"‬،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬ذوو‭ ‬الإعاقة‭ ‬بين‭ ‬الإعاقة‭ ‬والموهبة،‭ ‬وأجريت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬وصممت‭ ‬برامج‭ ‬لرعايتهم،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬أندية‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬كثيرة‭ ‬ليمارسوا‭ ‬أنشطة‭ ‬متنوعة‭ ‬كالأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬والفنية،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تمتع‭ ‬بعض‭ ‬ذوي‭ ‬العزيمة‭ ‬بموهبة‭ ‬عقلية‭ ‬وامتلاكهم‭ ‬مستوى‭ ‬ذكاء‭ ‬فوق‭ ‬المتوسط‭ (‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬الذهنية‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتعليمهم‭ ‬وتقديم‭ ‬البرامج‭ ‬الإثرائية‭ ‬وبرامج‭ ‬التسريع‭ ‬لهم،‭ ‬وأنصح‭ ‬بخلق‭ ‬بيئات‭ ‬محفزة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭.‬

 

الرضا‭ ‬والإيمان‭ ‬والإدراك

وتتطرق‭ ‬معرفي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬يعيشون‭ ‬حياة‭ ‬سعيدة‭ ‬نتيجة‭ ‬عوامل‭ ‬عدة،‭ ‬وهي‭ ‬عوامل‭ ‬ذاتية‭ ‬وأهمها‭ ‬الرضا‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬والإيمان‭ ‬بالقدرات‭ ‬وإدراك‭ ‬جوانب‭ ‬القوة‭ ‬والضعف،‭ ‬ثم‭ ‬عوامل‭ ‬بيئية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬الفرد‭ ‬وثقافتها‭ ‬العلمية‭ ‬وإدراكها‭ ‬مفهوم‭ ‬الإعاقة‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مدارس‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللازمة‭ ‬للنهوض‭ ‬بمستوى‭ ‬الفرد‭ ‬العلمي،‭ ‬ومناهج‭ ‬تراعي‭ ‬قدراتهم،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬توفر‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬المادية‭ ‬من‭ ‬مصروفات‭ ‬وأدوات‭ ‬تعينهم‭ ‬على‭ ‬العيش،‭ ‬وبالتأكيد‭.. ‬المعنوية‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والروحي‭ ‬لديهم‭.‬