+A
A-

مؤكدا الحاجة لزرع ثقافة الاندماج المدرب نادر عبدالإمام

في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬قدمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بالإعاقة‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأفكار‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تساند‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬والعزيمة؛‭ ‬لكي‭ ‬يثبتوا‭ ‬وجودهم‭ ‬ويظفروا‭ ‬بالفرص‭ ‬التي‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬إبراز‭ ‬إمكاناتهم‭ ‬ومواهبهم‭ ‬وقدراتهم،‭ ‬بل‭ ‬ويندمجون‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬وأنشطتها‭ ‬كالأصحاء‭ ‬وربما‭ ‬أفضل‭.. ‬إنها‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬تغرس‭ ‬معني‭ ‬الإصرار‭ ‬والنجاح‭.‬

هناك‭ ‬أفراد‭ ‬أيضا‭ ‬سخروا‭ ‬حياتهم‭ ‬لخدمة‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم،‭ ‬ولأن‭ ‬تجربته‭ ‬متميزة‭ ‬بجهد‭ ‬شخصي،‭ ‬فالمدرب‭ ‬نادر‭ ‬عبدالإمام‭ ‬يدرك‭ ‬المسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬قدم‭ ‬دورات‭ ‬وأنشطة‭ ‬يدمج‭ ‬فيها‭ ‬الأطفال‭ ‬جميعا‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬سألناه‭: ‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬وجدتم‭ ‬اهتماما‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬خصوصا‭ ‬والمجتمع‭ ‬عموما‭ ‬بتنمية‭ ‬قدرات‭ ‬وإبداعات‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة؟‭ ‬

الاهتمام من جانب أولياء الأمور جانب نسبي، فهناك من يكرس وقته وجهده وماله من أجل تطوير واكتشاف جوانب إبداعية لدى طفله، بل وجدت منهم من هو مستعد للانخراط في الأنشطة من أجل توفير بيئة مناسب للتعلم لطفله والمشاركة معه والتصوير مع بقية الأطفال. وهناك مع الأسف، نظرة قاصرة لدى بعض أولياء الأمور في التعاطي مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يخجلون من إخراجهم للمجتمع أو الظهور معهم، وهؤلاء يحتاجون لثقافة مغايرة وتوعية، لكن المجتمع الآن أفضل وعيا وتفهما من السابق في النظرة والتعاطي مع هذه الفئة، فقد تحول التنمر السابق لدى البعض إلى رحمة وعطف، وأصبح المجتمع يتسابق في تقديم العون والمبادرة للمساعدة.

نتحسس‭ ‬من‭ ‬”حالات‭ ‬خاصة”

جميل‭ ‬جدا،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬حديثك‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬النظرة‭ ‬القاصرة،‭ ‬ترىما‭ ‬أبرز‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬يفتقدها‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذه‭ ‬الفئة؟‭ ‬

المجتمع ولله الحمد بدأ يهتم ويلتفت لهذه الفئة، ولكن نحن بحاجة لزرع ثقافة الاندماج، فلا ينبغي ترسيخ ثقافة أن هؤلاء حالات خاصة وأن علينا التعامل معهم "كجسم غريب"! فقد بدأت مع خلال الأنشطة الرياضية التي أقوم بها من سباحة وألعاب ترفيهية بدمجهم مع باقي الأطفال دون تمييز، فبذلك نحن نشعرهم ونشعر المجتمع بأنهم مختلفون عنا حين نميزهم، لهذا أنا أيضا أتحسس من مصطلح "حالات خاصة".

 

رعاية‭ ‬كاملة‭ ‬وتسهيلات

إذن،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬المعوقين؟

البحرين لها الريادة في العناية والاهتمام بهذه الفئة، ويكفي أن أنجال جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، سمو الشيخ ناصر وسمو الشيخ خالد، يوليان هذه الفئة الرعاية الكاملة ويقدمون التسهيلات كافة، لهذا نحتاج لخلق مزيد من المؤسسات والأنشطة "غير الربحية"، وأن تساهم كل الشركات والمؤسسات في الرعاية والدعم.

كلما‭ ‬شعروا‭ ‬بالأمان‭...‬

من‭ ‬خلال‭ ‬قربكم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬ما‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬نفسياتهم‭ ‬وشخصياتهم‭ ‬سلبا‭ ‬أم‭ ‬إيجابا؟‭ ‬

أحمد الله أنني تعاملت معهم وفتحت لهم قلبي ونشاطي، فقد زرعوا في قلبي معاني جميلة، وتعلمت منهم معنى النقاء والصفاء والابتسامة الصادقة، ومن خلال تعاملي معهم، يحتاجون للصبر والكلمة الطيبة وأن تشعرهم بالحب والأمان، فكلما شعروا معك بالأمان كلما كانت استجابتهم معك أكبر.

وماذا‭ ‬عن‭ ‬المؤسسات‭.. ‬كيف‭ ‬ترون‭ ‬أداء‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬رعاية‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة؟‭ ‬

جهودهم مشكورة، ولكن نحتاج لعقلية الإبداع والابتكار، ومطلوب من الجميع السعي لنشر وتطبيق "ثقافة الدمج"، عبر أنشطة مجتمعية متعددة ومبتكرة الأفكار، وبعون الله هذا ممكن مع عودة الحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا، وكذلك مطلوب منهم التطوير العقلي والحركي والنفسي والاجتماعي، وعلى كل حال، لا يلزم أن تكون ثقافة التربح والتكسب من خلال هذه الفئة هي الأولوية، إذ إن الإنجاز الحقيقي هو أن نرعاهم ونهتم بهم ونحتفي بهم ليقدموا وينتجوا ويبدعوا في خدمة بلادهم.

المطلوب‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬التطوير‭ ‬العقلي‭ ‬والحركي‭ ‬والنفسي‭ ‬والاجتماعي