+A
A-

موسيقاه تعزف أنغام الإحساس علي العليوي

له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬مشواره‭ ‬الفني‭ ‬مع‭ ‬العزف،‭ ‬فقد‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬الشعراء‭ ‬كالشاعر‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬وصديقه‭ ‬ابنه‭ ‬محمد‭ ‬حداد‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬ديوان‭ "‬طرفة‭ ‬بن‭ ‬العبد‭"‬،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أحب‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬يعتز‭ ‬بها‭ ‬كونها‭ ‬تجربة‭ ‬مع‭ ‬شاعر‭ ‬كبير،‭ ‬ويصفها‭ ‬بأنها‭ ‬تختزل‭ ‬خبرة‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬ونتعلم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القامة‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭.‬

 

 

العازف‭ ‬الكفيف‭ ‬علي‭ ‬العليوي‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬العام‭ ‬1984،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز،‭ ‬ففي‭ ‬العام‭ ‬2004‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬عازف‭ ‬كمان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المدارس،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬عازف‭ ‬ارتجالي‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الموسيقى،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬المبصرين،‭ ‬وكانت‭ ‬مشاركته‭ ‬مع‭ ‬المكفوفين‭ ‬أو‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الفنانين‭ ‬المبصرين،‭ ‬وقد‭ ‬حصل‭ ‬العليوي‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬بفضل‭ ‬وتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭.‬

يحدثنا‭ ‬الفنان‭ ‬العليوي‭ ‬عن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فهو‭ ‬مبرمج‭ ‬أنشأ‭ ‬موقعا‭ ‬للمكفوفين‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ "‬كل‭ ‬كفيف‭ ‬يطمح‭ ‬لأن‭ ‬يمتلك‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬أمورا‭ ‬تساعده‭ ‬في‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حوله‭ ‬كقراءة‭ ‬الصحف‭ ‬ومتابعة‭ ‬الأخبار‭ ‬وقراءة‭ ‬الكتب‭ ‬كالآخرين،‭ ‬وجاءت‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬موقع‭ ‬يخدم‭ ‬المكفوفين‭ ‬ليستطيع‭ ‬الكفيف‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية،‭ ‬والأمر‭ ‬كان‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬شركة‭ (‬أبل‭) ‬لكونها‭ ‬تخدم‭ ‬فئة‭ ‬المكفوفين‭ ‬الأجانب،‭ ‬وحين‭ ‬أسسنا‭ ‬الموقع‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الشركة‭ ‬لخدمة‭ ‬المكفوفين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وبعد‭ ‬تأسيس‭ ‬الموقع‭ ‬أطلقت‭ ‬الشركة‭ ‬تحديثا‭ ‬للآيفون‭ ‬للمكفوفين‭ ‬المتحدثين‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭".‬

أنشأ‭ ‬موقعا‭ ‬يسمح‭ ‬للكفيف‭ ‬بالدخول‭ ‬لعالم‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية

الموسيقى‭ ‬موهبة‭ ‬ومنحة‭ ‬ربانية

أما‭ ‬عن‭ ‬الموسيقى،‭ ‬فيقف‭ ‬لحظة‭ ‬ليقول‭ "‬هي‭ ‬موهبة،‭ ‬والموهبة‭ ‬منحة‭ ‬ربانية،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬تعلمت‭ ‬الموسيقى‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬المكفوفين‭ ‬وأحببتها‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬أواصل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية،‭ ‬وتتلمذت‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬فنانين،‭ ‬والبداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬الأستاذة‭ ‬أمينة‭ ‬المرشدي‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬المكفوفين،‭ ‬والتي‭ ‬درستني‭ ‬أساسيات‭ ‬الموسيقى،‭ ‬وكنت‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬التاسعة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬وبدأت‭ ‬مع‭ ‬آلة‭ ‬الأورغ‭ ‬أو‭ ‬البيانو،‭ ‬وفي‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬تعلمت‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬الكمان،‭ ‬ووجدت‭ ‬فيها‭ ‬الإحساس‭ ‬الذي‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الآلات،‭ ‬وهي‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬نفسي،‭ ‬وقلت‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬بأحد‭ ‬المهرجانات‭ ‬حين‭ ‬سألوني‭ ‬هل‭ ‬أطمح‭ ‬لتعلم‭ ‬آلة‭ ‬أخرى،‭ ‬إن‭ ‬آلة‭ ‬الكمان‭.. ‬كالزوجة،‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬بأخرى‭".‬

ويضيف‭ ‬أن‭ ‬تمتع‭ ‬الإنسان‭ ‬بالعزيمة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬كقناعة‭ ‬بعد‭ ‬التوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬يفتح‭ ‬له‭ ‬الأبواب،‭ ‬واليوم‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أكرر‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬بأفعاله،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬مع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬تحكم‭ ‬على‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بصورة‭ ‬خاطئة،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬سيئا‭ ‬حكموا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بالسوء،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬متميزا‭ ‬حكموا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بالتميز،‭ ‬وهنا،‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬الوصف،‭ ‬لذلك‭ ‬يلزم‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬أفعال‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الكمان‭ ‬والأورغ؟‭ ‬يجيب‭ ‬العليوي‭: ‬الأورغ‭ ‬إلكتروني‭ ‬والكمان‭ ‬خشبي‭.. ‬حسي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬فالأورغ‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬المتواضع‭ ‬يعتبر‭ ‬جهازا‭ ‬فيه‭ ‬إحساس‭ ‬محدود‭ ‬مقارنة‭ ‬بالآلات‭ ‬الوترية‭ ‬أو‭ ‬النفخ،‭ ‬واليوم‭ ‬يعرف‭ ‬الموسيقيون‭ ‬أن‭ ‬أجهزة‭ ‬الأورغ‭ ‬تطورت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬كان‭ ‬الأورغ‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الكمان‭ ‬في‭ ‬الحس‭ ‬والأداء‭ ‬وطريقة‭ ‬إخراج‭ ‬النغمة‭ ‬ذاتها،‭ ‬أما‭ ‬الكمان‭ ‬فقد‭ ‬كشف‭ ‬لي‭ ‬أنني‭ ‬افتقدت‭ ‬الإحساس‭ ‬في‭ ‬الأورغ،‭ ‬واكتشفت‭ ‬فيه‭ ‬الشجن‭ ‬والإحساس‭ ‬في‭ ‬العزف،‭ ‬ودمجت‭ ‬أعمالا‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعدد‭ ‬الألوان‭ ‬عبر‭ ‬الاستماع‭ ‬لمختلف‭ ‬الموسيقيين‭ ‬والعازفين،‭ ‬وبذلك‭ ‬أضفت‭ ‬إليها‭ ‬بصمات‭ ‬يحكم‭ ‬عليها‭ ‬المستمع‭.‬

وفي‭ ‬العزف،‭ ‬كبداية‭ ‬لكل‭ ‬عازف،‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬يقلد‭ ‬بعض‭ ‬الموسيقيين،‭ ‬وهم‭ ‬يمثلون‭ ‬بذلك‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لانطلاقته‭ ‬الفنية‭ ‬الحقيقية،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التقليد‭ ‬والمزج‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬العازفين،‭ ‬لحين‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أسلوبك‭ ‬الخاص‭ ‬بك‭ ‬كموسيقي‭.‬

دمج‭ ‬أعمالا‭ ‬عدة‭ ‬لموسيقيين‭ ‬وأضاف‭ ‬بصمته‭ ‬الخاصة