بقلم: إشراق عبد العزيز النهام
رحلة المليون عثرة
للأسف وقعت بعثرة مشاعري بين أناملك، مهلا قبل أن تستدير، احذر أن تعرضها للهوى، فأظنها لم تعد أحاسيس. ما هي إلا رماد يشهد على انحراقي بين ثنايا الأيام.
ألم تتساءل كيف حدث هذا؟ هل سترفق بي إن أخبرتك وتراعي الأمر سيدي الحزن؟
أنا صاحب الشخصية الحدية، سأصطحبك برحلة معي لترى الصراع الذي أعيشه ولا أحد يشعر به. أما عن مشاعري فقد أرهقتني، تلك المشاعر الطائشة أرهقني تشكلها، لم أعد أعرف هل هذا أنا...؟ أنا تائه في بحر أغرق به، في صحراء أموت عطشا. كيف امتزجت مشاعري بربكم؟ كيف تجعل النار بردا وسلاما؟ وتجعل الماء مؤذيا؟ والحياة إزهاق للروح؟ وفي الاعتزال تنزف أفكاري وانغمس بإيذاء نفسي لعلي أنتج ألما يخلصني من ألم تلك الهيجاء التي شُنت على حياتي، أسرني الأسود فأصبحت أجيد كتم الأسرار كما أكتم تقلب أحاسيسي. أتعلم؟ إنه مؤذ، شعور مؤذ يتمايل بتناغم بين النار والجليد كأنه راقصة باليه يمتلئ قلبها بالهم وفجأة يتغير كأنه طفل يقفز فوق النجوم والكواكب أو يرقص على أوتار مشاعري، وعلى حين غرة يجذبني من عناق النجوم إلى السقوط في نجم الشمس، ولكني لا أصل إليها وأنتهي وتنتهي كومة المشاعر التي تشابكت وتداخلت في قلبي. كل ما أشعر به هو الحرارة التي تزيدني ألما فوق ألم ولكنها أبدا لا تنتهي.
ما إن تنتظم أنفاسي... إلا وأشعر به قد انتشلني بوحشية إلى صحراء قاحلة... هكذا يفعل، يتلذذ بتغيير الأجواء، أغراني بالقفز على النجوم ولم أكن أعلم أنه قد استبدل روحي بثقب أسود بأعماقي يلتهم كل فرحة وكل حلم ويضع البراكين لتثور على بذور أحلام زرعت بالأمس، أغضب وأثور لكن يبقى السؤال: أصراخ هذا أم صدى ضحكات؟ لست أعلم، فقد أفقدني قدرة التفرقة، راهنني على حلم في المهد وبكل جنون سلمته إياه، وقلت اتركني أعيش بسلام، وما كان عهده إلا لزيادة على قلبي الوئام، هذه هي مشاعري التي ما إن يسمع أحدهم عنها، عن اضطراب شخصيتي، حتى أصبح محط أنظار الجميع، يترقبون تحولي من الهدوء للغضب، أعينهم تتفحص جسدي لتبحث عن تلك الجروح التي أؤذي نفسي بها وأجيد إخفاءها، كم أبغض نظرات من حولي وكأنني
شخصية خيالية، أود الفرار من نفسي ومن المجتمع، أود أن أقتل ذاك الشعور، اتخذت قرارا أن أداري نفسي كما حطمتها باستسلامي لهذا الوحش الكاسر. قرأت في حديث أن الغضب يطفئه الوضوء، فبدأت أنفذ الأمر ولكن لم يجدي نفعا، شعرت باليأس يتوغل في أعماقي ويأخذ فتات الأمل، ولكن لم أستسلم، فزدت على الوضوء ركعتين، وبعد أشهر أصبح هذا دواء غضبي، وما زلت أسعى لتكون مشاعري طبيعية وأحظى بفرحة مكتملة، ولا يأخذني الحزن منها فجأة.