+A
A-

الملاك الذي يبصر أجمل الضوء بين الحروف والقلم والكتابة

على الرغم من صغر سنها، فهي في الرابعة عشرة من العمر وتدرس في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة الرفاع الشرقي الإعدادية للبنات، إلا أنها تملك روحا تغمرها قوة الإيمان والإرادة، وقبل كل ذلك الرضا بما كتبه الله لها، فهي لا ترى بعينيها لكن تبصر أجمل الأضواء بين الحروف والأقلام والكتابة، وإن كانت لا تستخدم القلم، لكن آلتها التي تسرح معها في عالم الكتابة بطريقة "برايل"، هي التي ترافقها كلما سنحت لها الفرصة، وكلما راودتها فكرة، وكلما أرادت أن تنطلق وتبدع بمفرداتها وعباراتها وأحاسيسها.

الشعور بالحياة والمعرفة

ملاك تحب الحياة والناس، وتجد في والديها وأسرتها والأهل والأحبة تلك المساحة التي تبهج قلبها بولعها بالكتابة وهي في هذه المرحلة من العمر، وبالرغم من إعاقتها البصرية إلا أنها تحمل قلبا ذاكرا شاكرا، وهذا ما تعلمته من والديها منذ قدومها إلى الدنيا.. أما ولعها بالكتابة فهو ولع آخر بالقراءة للمكفوفين، وبين حين حين، تنطلق في رحلاتها التي تحلق بها خيالا وشعورا بين الروايات والقصص، وكل منبع يضيف إليها متعة الشعور بالحياة والمعرفة، حتى أنها بدأت تجد في ذاتها موهبة أخرى، هي موهبة الإلقاء والخطابة، ولا غرابة في ذلك، فهي تقرأ وتكتب، واعتاد عقلها وأذنها على أن ترافق لسانها ومنطقها ونطقها لكي تقف فتلقي كلمة، أو تجلس فتنشد شعرا بأسلوبها المعبر بصدق وإخلاص.

قوية بإصرارها على التميز

تمسك والدتها طرف الحديث لتقول إن ملاك وأمثالها من أبنائنا وبناتنا نعمة عظيمة، فلله الحمد والشكر على هذه النعمة، واليوم نجدهم يشقون طريق الحياة بعزيمة وصبر واحتساب بإيمان ملؤه حب الله سبحانه وتعالى، وبالنسبة لي، أنا ووالدها، فنجد في ملاك ذلك الملاك الذي يملأ حياتنا، وأنا كأم بالتأكيد، أشعر بالفخر والسعادة حين يحقق أبنائي عملا يميزهم لا سيما في مجال إبداعي، وكذلك يتشارك معنا الأهل والأصدقاء بتشجيع ملاك والتعبير عن إعجابهم بكتاباتها وإلقائها، وأسعد لحظاتنا حينما نجلس معها لنتحدث وتحدثنا عما تكتب ونشجعها على ذلك، ونتمنى لها التوفيق والنجاح؛ لأنها فتاة قوية في إصرارها على أن تكون مميزة.