في قصة الصديقين الشقيقين سارة وعلي عبدالله جعفر روح المحبة والعطاء والتضحية، ليس لوالديهما فحسب، بل لكل أولياء الأمور من الآباء والأمهات وكل من يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة بإخلاص وتفان. إنه جانب الصبر والاحتساب والسهر والتعب من أجل راحة طفل مقعد أو طفلة تعاني من عاهة أو شاب فقد البصر أو شابة فقدت السمع وغيرهم. تلك الأم التي تصعد حاملة طفليها وتنزل من ثلاثة طوابق بشكل يومي، وهما لا يستطيعان المشي.. هي إنسانة تستحق أن ننحني لها إجلالا، ومن هنا، نهدي هؤلاء جميعا أكاليل من زهور الشكر والدعوات الطيبات بحياة مليئة بالخير.

منذ ولادتهما كانت لديهما مشكلة في المشي والحركة بسبب ضعف في العظام، فصديقتنا سارة عبدالله تبلغ من العمر 5 سنوات وصديقنا شقيقها علي يبلغ من العمر 4 سنوات، وكما تقول والدتهما: إن الله سبحانه وتعالى منحهما الذكاء والموهبة، ويتشاركان في موهبة التمثيل والرسم وكذلك التسلق، ولم تمنعهما إعاقة الحركة من أن يشاركا في المسابقات، وأنا معهما دائما وأتمنى أن يصلا إلى أعلى المراتب في المستقبل.

في روضة أزهار الحراك وجدت سارة وعلي كل الاهتمام، فحصلا على التشجيع من معلمتهما التي كان لها فضل كبير في تقوية شخصيتهما وأضافت الكثير لما أقوم به من جهد بأمل وتفاؤل، ومع أن علي لا يتمكن من الحركة بسهولة لكنه يحب كرة القدم والسباحة والتسلق الذي يعتبر هوايته المفضلة، كما أنه شاطر في مسابقات الذكاء لا سيما الفك والتركيب، وعلى فكرة، فإن الروضة هي التي اكتشفت إصابة علي بربطة في لسانه وبالفعل، بعد أن عالجناه أصبح يتحدث بشكل أفضل من السابق، وكذلك اكتشفت إصابة سارة بمشكلة في الغدة الدرقية، ولله الحمد فإنني أرعاهما خير رعاية وأضحي بكل شيء من أجلهما، فهما حياتي كلها، ولك أن تتخيل أننا نعيش في الطابق الثالث، فأنزل وأصعد وأنا أحملهما، بل ومستمرة أيضا في مواصلة العلاج الطبيعي؛ لأنهما منذ ولادتهما لم يتمكنا من الحبو أو المشي بشكل طبيعي وابني علي حتى الآن لا يستطيع المشي.. سارة تحب الرياضة والرسم والتلوين، ولهما موهبة التمثيل وأنا أشارك معهما وأوفر لهما كل ما يحبانه ولا أمنعهما من شيء نافع لهما.

وأحب أن أشكر أسرة "أجيال" على هذه الفكرة الرائعة لأطفالنا، فهي بالفعل فكرة لها أثرها في معنويات أولياء الأمور والأطفال، كذلك لا بد من أن أشكر رئيس مجلس إدارة المركز البحريني للحراك الدولي المربي عادل سلطان وروضة أزهار الحراك والعاملين فيها على ما يبذلونه من جهد.. نعجز عن شكرهم.