+A
A-

استشارية أمراض الدماغ والجهاز العصبي د. فرزانة السيد

تستيقظ صباحًا لتجد نفسك غير قادر على الحراك، يبدأ الألم من الرأس، حتى يصبح ضوء الشمس الذي يتسلل إلى غرفتك مزعجًا، تغلق بعدها جميع الأنوار الموجودة وتبتعد عن الضجيج، إنها مجرد نوبة صداع نصفي قد تمر بسلام بعد أيام أو يمكن أن تكون بعد أسابيع، إلا أن ذلك الألم سيتمر وقد يعكر صفو حياتك التي كانت هادئة قبل أن تبدأ النوبة.

يمكن أن تتوقف عن ممارسة أنشطتك اليومية بسبب هذا الألم، خصوصًا أن هذا الصداع يبدأ بأعراض تحذيرية تكون على شكل اضطرابات بصرية، مثل ومضات ضوئية، أو اضطرابات أخرى، مثل التيبس العضلي.

استشارية أمراض الدماغ والجهاز العصبي د. فرزانة السيد، تجيب عن أسباب الإصابة بهذا الصداع والعلاج المتبع، وذلك بعد تطور العلاجات التي وصلت إلى حقن البوتكس التي أثبتت فعاليتها.

ما أسباب الإصابة بالصداع النصفي؟

على الرغم من أن أسباب الإصابة بالصداع النصفي ليست مفهومة إلى الآن، إلا أن العوامل الوراثية والجينية والعوامل البيئية تلعب دورا كبيرا في الإصابة بالصداع النصفي، إذ تشير الدراسات الوراثية على التوائم إلى إمكان وجود تأثير وراثي بمعدل 34 إلى 51 % بالإصابة بالصداع النصفي.

كما أنه قد يكون لتغير معدلات الهرمونات في الجسم دور كبير في حدوث النوبات خصوصا عند الإناث، إذ وجد ارتباط هرموني كبير ما بين توقيت الدورة الشهرية وحدوث النوبات.

بالإضافة إلى أن هناك محفزات يطلق عليها عوامل مطلقة تسبب صداعا نصفيا، وهي الجوع والتعب وقلة النوم، والإجهاد والإرهاق النفسي، كما وجد ارتباط بين الصداع النصفي وبعض الأغذية المتناولة التي تزيد من نسبة الإصابة بهذا الصداع.

ما الفرق بين الصداع النصفي والصداع العادي؟

للصداع النصفي أعراض معينة مختلفة عن الصداع العادي أو ما يطلق عليه الصداع التوتري، فقد يسبق الصداع النصفي بوادر معينة مثل تبدل الحالة المزاجية والإعياء والرغبة بتناول أطعمة معينة وتيبس عضلي خصوصا في منطقة الرقبة وزيادة الحساسية من بعض الروائح والضجيج والإضاءة واضطرابات بصرية تكون عبارة عن وميض في مجال معين من الرؤية أو رؤية خطوط متعرجة توصف بأنها حصون.

كما يفقد بعض المرضى مجال الرؤية البصرية ويسمى ذلك بـ "العمى الشقي" قبل نوبة الصداع بـ20 دقيقة، وعند حدوث النوبة يصاب المريض باضطراب في الكلام أو اللغة، مع الإصابة بالدوار، ويتبع مرحلة الصداع حدوث ألم في الرأس يمكن أن يصيب مواقع في الرأس وسيتمر من 4 إلى 72 ساعة لدى البالغين ويصاحبه أحيانا غثيان أو تقيؤ.

ويسعى المصابون إلى الركون في غرفة هادئة مظلمة، ويوصف مريض الصداع النصفي الألم بالنابض، وقد يستمر الصداع النصفي لأيام أو أسابيع متواصلة.

 

ما الخطوات التي يمكن اتباعها عند الإصابة بالصداع النصفي لتخفيف الألم، ومتى يجب اللجوء إلى الطبيب؟

هناك 3 جوانب في علاج الصداع النصفي، تكون عبارة عن تجنب المحفزات لنوبات الصداع كقلة النوم أو النوم غير المنتظم والإرهاق والأكل غير المنتظم، وفي حال كان الألم متتابعا يمكن أخذ مضادات الالتهابات غير الستيروئيدي، أو خليط الباراسيتامول والأسبرين والكافيين، كما يمكن اللجوء إلى الطبيب للحول على مضادات خاصة وتسمى "تربيتان" تؤخذ في بداية الشعور بالصداع، فضلًا عن ضرورة أخذ المكملات الغذائية وهي الماغنيسيوم وفيتامين (ب 2)، إذ إن هذه المكملات لها دور كبير في التقليل من نوبات الصداع.

وفي حال تعدت النوبات 4 إلى 5 نوبات قوية في الشهر الواحد يجب زيارة طبيب المخ والأعصاب لأن المسكنات لن تكون قادرة على علاج هذه النوبات. وينصح باستخدام العلاجات الوقائية التي هي عبارة عن عقاقير خاصة أو حقن البوتكس الفعالة التي تعالج النوبات على مدى طويل يتعدى 4 إلى 5 شهور وقاية، أو استخدم الإبر الشهرية المضادة للصدع النصفي التي أثبتت فعاليتها في السنوات الأخيرة.

وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بـ3 مرات عن الرجال، كما تزداد نسبة الإصابة في الفئة العمرية من 20 إلى 40 سنة، إضافة إلى أن التاريخ العائلي يلعب دور في الإصابة، فإذا كان هنا تاريخ عائلي قوي بالإصابة يكون الشخص معرضا للإصابة بالصداع النصفي أكثر من مرة.