حذرت طبيبة النساء والولادة في مستشفى الهلال د. ميمونة لياقات من الاستهانة بعلاج نزيف ما بعد الولادة لما قد يسببه من مخاطر للأم، مؤكدة أن حالة نزف ما قبل الولادة تنتج لأسباب عدة، منها مشكلات المشيمة، وغيرها. في حين يساعد اكتشاف سبب النزيف مبكرًا والتعامل معه سريعًا في التعافي التام من النزيف، ويحد من المضاعفات التي قد تسبب وفاة الأم.
وقالت: إن النزيف بعد الولادة القيصرية أمر طبيعي، ويُطلق عليه أيضًا اسم الهلابة، ويستمر عادة لمدة 24 إلى 36 يومًا بعد الولادة ؛ ومع ذلك قد تنزف بعض النساء لفترة أطول قليلا.
وأضافت في لقاء مع “أضواء البلاد” أن على المرأة مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن إذا صاحب النزيف بعض الأعراض، التي من أهمها نزيف شديد، انخفاض حاد في ضغط الدم، ارتفاع معدل ضربات القلب، انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء والشعور بالتعب وعدم القدرة على العناية بالطفل الرضيع.. وفيما يلي نص اللقاء:

ما هو النزيف بعد الولادة بعملية قيصرية؟
نزيف ما بعد الولادة هو فقدان أكثر من 500 سنتيمتر مكعب من الدم بعد الولادة العادية، أو 1000 سنتيمتر مكعب بعد ولادة قيصرية، أو 1500 سنتيمتر مكعب بعد ولادة قيصرية متكررة.
وهناك نوعان من النزيف الذي قد تتعرض له المرأة بعد الولادة بعملية قيصرية، فالنوع الأول هو النزيف المبكر إذا حدث النزيف خلال أول 24 ساعة بعد الولادة، أما النزيف المتأخر فيحدث بعد مضي الـ 24 ساعة الأولى وحتى فترة 6 أسابيع من ساعة الولادة. والنزيف المبكر أكثر شيوعًا من النزيف المتأخر، كما أنه مرتبط بالنزيف والأمراض التي تعقبه بشكل أكبر.

ما أسباب النزيف المبكر والمتأخر بعد الولادة بعملية قيصرية؟
النزيف المبكر يكون نزيف ما بعد الولادة مباشرة، وذلك عندما تزيد كمية الدم الذي تفقده الأم بعد الولادة عن الحد المتوسط والطبيعي، وتتراوح نسب حدوث نزيف ما بعد الولادة ما بين 1 و5 % من الولادات خصوصا الولادات القيصرية، وغالبًا ما يحدث نزف ما بعد الولادة بعد نزول المشيمة مباشرة، وقد يتأخر أحيانًا لأسابيع، وقد يكون بسبب وجود التهابات في الرحم، أو الحمل غير الطبيعي، إضافة إلى أن كبر حجم الجنين يؤدي إلى حدوث النزيف.
أما أسباب النزيف المتأخر فيمكن أن يحدث بسبب تلوث الرحم، نقص بتقلص الرحم، وجود بقايا المشيمة في الرحم، واضطرابات تخثر الدم منذ الولادة وبعض الأسباب الأخرى، وقد يكون بعد مضي أشهر من الولادة.

ما مضاعفات نزيف ما بعد الولادة؟
قد يؤدي النزيف إلى حدوث العقم، انثقاب الرحم، إصابة في المسالك البولية، تعفن الدم، وقد يؤدي إلى موت الأم بسبب نقص الدم الذي يسبب الأنيميا إذا لم يتم علاجه بأسرع وقت ممكن.  ويظل النزيف من بعد الولادة أحد أهم المسببات الأساسية لموت الأمهات بعد الولادة حتى في طرق التوليد الحديثة. إن التعرف المسبق والمبكر على العوامل المسببة للنزيف والتهيؤ للمضاعفات الممكنة من شأنه أن يخَفِّض بشكل ملحوظ من فقدان الدم، وبالتالي تخفيض احتمالات التعرض لمضاعفات فقدان الدم.

كيف يتم علاج النزيف بعد العملية القيصرية؟
قد يكون هناك صعوبة بتشخيص النزيف، لأنه يعتمد على التقييم الذاتي لفقدان الدم، إلا أنه ينصح بالاستعانة بوسائل أخرى لتشخيص النزيف. وفي معظم الحالات يكون النزيف المبكر شديدًا، كما أنه مرتبط بفقدان الدم بكميات كبيرة ومتصل أيضًا بأمراض أكثر صعوبة من تلك المرتبطة بنزيف الدم المتأخر الذي يميل لأن يُصبح مزمنًا.