العدد 5681
السبت 04 مايو 2024
banner
حديثو النعمة
السبت 04 مايو 2024

قد تشكل التحولات المفاجئة في حياة بعض الأفراد اختلافاً كبيراً في شخصياتهم، ويمكن أن يخلق ذلك شخصيات مغايرة تماماً لما يعرفها المحيطون بهم، وكثيراً ما تكون إلى الأسوأ، لكن تبقى احتمالات الأفضل قائمة بالطبع، وهو ما يتوقع دائما إلا إذا ثبت خلاف ذلك.
لا ينطبق ذلك على العصاميين من الناس الذين يفنون سنوات من عمرهم في سبيل تحقيق غاياتهم؛ فما يصلون إليه من نجاحات بصبرهم وتعبهم واجتهادهم يسهم في صقل شخصياتهم بطريقة أو بأخرى، وبالكيفية التي لا تجعل أي تغير في شخصياتهم مفاجئاً، بل بناء على مدة طويلة من التجارب والمحاولات التي تشكلهم بطبيعة الحال وقد تنتج عنها شخصية جديدة سواء إيجابية كانت أم سلبية، شخصية أكثر خبرة ووعيا وإدراكا وتعزيزا لصفاتها المعروفة لدى من حولها من أفراد المجتمع. أما من لم يألف الخير، ويناله من غير سابق إنذار، ولا تعب أو جهد، فإنه لا يتغير بالمعنى الاعتيادي المفهوم، إنما تخرج من جعبته الشخصية الحقيقية الكامنة في داخله بمساوئها، وهو ما ليس غريبا عنه وعن دواخله، لكن يفاجئ بها من حوله، فيظهر تلك الشخصية التي تنشر السوء، والتي لا تتردد في إيذاء الآخرين، وهي حقيقة لا تعمم - كما ذكرت وكما هو معلوم - لكنها ملاحظة بشكل كبير وموجودة بالفعل، ولا أعتقد بأن ذاكرة أي شخص تخلو من مثال حي لها. 
ينبغي تجنب هؤلاء الأشخاص من هذه الشاكلة قدر الإمكان، وألا يكترث لأمرهم، ومن أكثر ما يمكن أن يوضح هذه النصيحة هي الأبيات الشعرية التي قيلت بهذا الشأن.. “تَجَنَّبْ بُيُوتَا شُبِّعَتْ بَعد جُوعِهَا.. فإنَّ بَقَاءَ الجُوعِ فيها مُخَمَّرُ.. وَآوِي بُيُوتًا جُوِّعَتْ بَعْدَ شِبْعِهَا.. فإنَّ كَرِيمَ الأَصْلِ لاَ يَتَغَيَّرُ”.
* كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .