لطالما طالبنا نحن في منتدى الأمن الإعلامي العربي بكارنتر (أرامس) بضرورة التصدي لكل المواد والمحتوى الإعلامي الذي يسيء للبنية الأسرية والمجتمعية والعقيدة الإسلامية والهوية العربية للمجتمع العربي، سواء كان هذه المحتوى أو المواد الإعلامية أفلاما أو دراما أو برامج أو محتوى بمنصات التواصل الاجتماعي، أو حتى برامج مسابقات ومواهب تنشر الرذيلة والخلاعة الفكرية والأسرية والمجتمعية في عالمنا العربي، خصوصا مع وجود أطفال وأحداث وجيل محاط بوسائل إعلام منتشرة وسهلة الوصول لهم.
وقد قام المخلصون بالمجتمع العربي بالتصدي لهذه المواد والمحتوى الإعلامي كل حسب قدرته واستطاعته وتخصصه ومجاله، فرجال الإعلام الديني قاموا بما يستطيعون القيام به من التحذير من هذه المواد، والتربويون ومتخصصو الأمن المجتمعي شخصوا خطر هذه المواد والمحتوى على استقامة واستقرار الأسرة والمجتمع، والكتاب وبعض النقاد المحافظين طبعا، هاجموا هذه المواد هجوما شديدا ووصل صوتهم للقراء، أما على صعيد البرلمانات فـ “عمك أصمخ” كما نقول ولم يحركوا ساكنا، بالمقابل لم نر تحركات واسعة وجادة من بعض الأجهزة الإعلامية المسؤولة عن ضبط بث المواد والمحتوى الإعلامي، لكن هذا لا يعني نكران تحرك وزارة الإعلام بدولة الكويت تجاه بعض هذه المواد والمحتوى الإعلامي المسيء للقيم الأسرية والمجتمعية والعربية، فقد تحركت الوزارة ضد من شارك بمسلسل تم تصنيفه على أنه يبعث برسالة تشويهية غير مباشرة لمجتمع عربي فاضل. وتكمن أهمية تحرك الوزارة من خلال إرسال رسالة مباشرة وواضحة لكل مؤلف ومخرج وممثل، وإن كان مجرد تمثيل، ولكل شركة إنتاج بأن الساحة ليست خالية لكم، ولعل تحرك الوزارة يحفز بقية الأجهزة للعمل بشكل أكبر للتصدي لتجار الإعلام.
* كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي