العدد 5666
الجمعة 19 أبريل 2024
banner
دبلوماسية اللحظة
الجمعة 19 أبريل 2024

لم تكن تلك المرة الأولى ولن تكون الأخيرة أن يتحرك حضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم للتشاور مع أشقائه القادة العرب بعد أن استشعر الخطر الذي يحيط بالأمة، فزيارة جلالته إلى كل من الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية قبل 24 ساعة فقط تعكس دبلوماسية فائقة التحمل لمسؤوليات اللحظة، والرؤية الثاقبة التي جعلت جلالته على أعلى درجة من الاستعداد والجاهزية حتى يعم السلام منطقتنا، ويسود الوئام أمتنا، ويتمتع كل من يعيش على أراضيها بحياة مستقرة آمنة.
 لقد تحرك جلالته بسرعته المعهودة وإدراكه العميق بأن التنسيق مع الأشقاء المتاخمين لقطاع غزة، وللمنطقة التي يدور فيها ربما أشرس وأقدم صراع في التاريخ المعاصر، إنها دبلوماسية اللحظة، تلك التي عودنا جلالته على التعاطي معها بروح المسؤولية القومية، وبإدراك أن الوقت قد لا يكون في صالحنا، لو لم نبدأ تشاورا فاعلا على الأرض، وتنسيقا هادئا مع دول المواجهة مع إسرائيل، بل وأن يتبع ذلك التنسيق تأكيد على الثوابت وتجديد للعهد بأن القضية الفلسطينية مازالت هي قضية العرب المحورية الأولى، وأن أي مساس بها يعتبر بمثابة الخرق المتعمد لكل المواثيق والأعراف الدولية، بل إن أي سكوت إزاء حالة الاحتدام التي تشهدها المنطقة حاليا قد يدخلنا جميعا حالة معقدة من الغموض إزاء قضية عانت منها الأمة وعانى منها شعبنا في فلسطين منذ ما يزيد على ٧٥ سنة.
إن استشعار جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه المخاطر التي تحدق بالأمة لم يأت من فراغ، بل جاء كنتيجة مباشرة لما يحدث في غزة من حرب إبادة، وقتل، ومنع للمساعدات، ومحاولات لتهجير السكان الأصليين. كل ذلك دفع جلالته إلى رحلته لكل من عمان والقاهرة. 

*كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية