+A
A-
الجمعة 26 أبريل 2013
العلاقة بين الأم وابنتها.. بين الحب والكراهية
تمرّ العلاقة التي تجمع بين الأم وابنتها بمراحل انفصال لتعود أواصرها وتتبلور في مراحل أخرى، فتتشاجران تارةً وتلبس الواحدة من خزانة الأخرى طوراً، إلا أنها تبقى علاقةً معقدة متينة لا تنتهي تتراوح بين الحبّ والكراهية.
يلقي فيلم LOL (عرض في الصالات في 2009، ويتمحور حول مشاكل المراهقين) الضوء على العلاقات الانصهارية الجديدة بين الأم وابنتها، حين تتصرف الأم كصديقة لابنتها وتأخذ الابنة دور الأم. فما السبيل لإعادة التوازن إلى العلاقة بحيث تحافظ كلّ واحدة منهما على مكانتها ودورها؟ على أبواب المراهقة، تصل علاقة التكامل بين الأم وابنتها إلى نهايتها فيعاني الطرفان مخاطر ومشاكل، ما السبب؟ تتبادل الأم وابنتها الثقة اليوم وتبدو علاقتهما متناغمة لتنقلب في الغد وتبتعد الواحدة عن الأخرى وتنقطعان عن بعضهما، حتى إنهما لا تتحادثان إلا نادراً ويندلع خلاف بينهما في اليوم التالي، فتغلق المراهقة الباب بقوة في وجه أمها وتتصرف كأنها خصمها، وتتعلق الأم أكثر فأكثر بسلطتها، فتزداد الأمور سوءاً. تتطور علاقة الأم – الابنة بشكلٍ غير منتظم وتتراوح بين تناغم وشجار ومصالحة واستياء ولمّ شملٍ، فتثقل المشاكل كاهل كل واحدة منهما.
تواطؤ حقيقي
تبدو العلاقة بين الأمهات وبناتهن واضحة وطبيعية، تدرك الابنة أن والدتها موجودة إلى جانبها، وتشعر كل واحدة منهما بالحبّ تجاه الأخرى. حتى إن لم تتبنَّ الفتاة قيم أخواتها الأكبر منها سناً اللواتي يرغبن أصلاً في نقلها إليها، إلا أنها تخفي في قلبها إعجاباً بأمها. يبدو التواطؤ حقيقياً فيُترجم بمناقشات حادة حول العمل، الصداقات، الحياة السياسية وغير ذلك من أمور كانت محرمات في ما مضى وباتت عادية اليوم. كشف استطلاع أجري عام 1998 أن العلاقات التي تجمع بين 81% من الأمهات وبناتهن أفضل من تلك التي كانت تجمع تلك الأمهات بأمهاتهن. لا شكّ في أن علاقة الأم – الابنة تتلبد بغيوم طفيفة لا تتطور في العادة إلى عواصف! تتشاحن الأمهات وبناتهن باستمرار إلا أن ذلك لا يمنعهن من تمضية ساعات طويلة على الهاتف.
حين يحتدم الصراع
عادةً تكثر النزاعات في مرحلة المراهقة إلا أنها تبدو أساسية. لتتحول الفتاة إلى امرأة لا بدّ من أن تبتعد عن أمها، يتيح النزاع للمراهقة أن تجد لنفسها مكاناً خاصاً... ستواجه صعوبات جمةً من دون شكّ إلا أنها لن تكون مستحيلة. في حالات أخرى، تعاني الأمهات من متلازمة الشباب الأبدي، فيعتبرن انتقال بناتهن من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ خطراً محدقاً يتمثل في تقدمهن في السن، فيفضلن البقاء صديقات دائمات لهن والتصرّف على هذا الأساس. لتجد الفتاة نفسها في خضم هذه العلاقة لا بدّ من أن تتأقلم ووالدتها مع هذه المعطيات وأن تبتعد كلّ واحدة منهما عن الأخرى قليلاً.
صديقة حميمة
تخشى الأمهات أن تعيش بناتهن بعيداً عن سيطرتهن فتغمرهن بالعطف والحنان منذ صغرهن. تتقرب الأم من ابنتها وتتحول إلى صديقة حميمة تعرف أحزانها وأفراحها ومشاكلها ومشاريعها. تبعاً لذلك، يصعب على الفتاة أن تميّز بين مشاعرها الخاصة ومشاعر أمها، لا سيما أن علاقتهما انصهارية. بالتالي، تبوح الفتاة الشابة العاشقة لأمها بسرها من دون تردد، كيف لا وهذا ما اعتادت على فعله دائماً، وتعرف الأم كيف ربّت ابنتها. إلا أن الفتاة التي تتخذ من أمها صديقة لها تتحول إلى رهينة لديها من دون أن تشعر، لأن بنيتها العاطفية تشمل العلاقة الانصهارية التي تجمعهما. لذلك لا تفكر الفتاة إطلاقاً بإبعاد أمها عن حياتها حتى حين تتزوج إذ تدرك تماماً حجم الألم الذي قد تشعر به، ولا تود أن تتحمل مسؤوليته بأي شكلٍ من الأشكال، لا سيما أن ألم الأم يعني أيضاً الألم للفتاة.
قرب هائل
تتهاتف الأمهات وبناتهن، مرات عدة كلّ يوم، إذ لا تُخفي الواحدة منهنّ أمراً عن الأخرى حتى الأمور الحميمة. أكثر من ذلك، حين تتألم الفتاة تجد أمها إلى جانبها لتهدئ من روعها. صحيح أن هذه العلاقة تبدو رائعة إلا أنها تقصي الآخرين من دائرة الحميمية الضيقة، حتى الحبيب أو الزوج لا يجد لنفسه مكاناً ضمنها، فيحتل مكاناً ثانوياً في حياة الفتاة وقد يضطر إلى كسب إعجاب الأم ليكسب الفتاة، وكأن الأم وابنتها شخصٌ واحد ووجهة نظر الواحدة منهما توجّه الأخرى.
ابتداءً من اللحظة التي تعي فيها الفتاة أهمية حياتها الشخصية وتتمنى أن تحمل في قلبها حباً مميزاً يختلف عن ذلك الذي تكنه لأمها، تبدأ العلاقات بالتدهور، خصوصاً أنها تجد نفسها مشتتة بين حبها لأمها وكراهيتها لها، لاعتقادها بأن أمها ترفض منحها فرصة للاستمتاع بحياتها بعيداً عنها، فتميل إلى التفرد والابتعاد عن هذه الأم القادرة، في ظلّ أزمة مراهقة لا تنتهي.
أم متعسفة
لا تصرف الأمهات النظر عن السعي الدائم الى الاحتفاظ بمكانة خاصة مهيمنة في حياة بناتهن، فيسدين نصائح ويحكمن وينتقدن من دون أن يدركن أنه لا بدّ من أن يتركن لهنّ بعض المجال. أحياناً، تترك الأمهات في نفوس بناتهن شعوراً بالضعف ليضمنّ اعتمادهن الدائم عليهن، فتشعر الفتاة بالذنب لأنها لا تضاهي أمها مكانةً، وترفض في لاوعيها أن تنجح في حياتها العاطفية أو المهنية. حين تتدهور العلاقات بين الأم وابنتها لهذه الدرجة ويصعب تخطي السيطرة العاطفية، قد تلجأ الابنة إلى محللٍ نفسي يساعدها على الانفصال رمزياً عن أمها المسيطرة.
يلقي فيلم LOL (عرض في الصالات في 2009، ويتمحور حول مشاكل المراهقين) الضوء على العلاقات الانصهارية الجديدة بين الأم وابنتها، حين تتصرف الأم كصديقة لابنتها وتأخذ الابنة دور الأم. فما السبيل لإعادة التوازن إلى العلاقة بحيث تحافظ كلّ واحدة منهما على مكانتها ودورها؟ على أبواب المراهقة، تصل علاقة التكامل بين الأم وابنتها إلى نهايتها فيعاني الطرفان مخاطر ومشاكل، ما السبب؟ تتبادل الأم وابنتها الثقة اليوم وتبدو علاقتهما متناغمة لتنقلب في الغد وتبتعد الواحدة عن الأخرى وتنقطعان عن بعضهما، حتى إنهما لا تتحادثان إلا نادراً ويندلع خلاف بينهما في اليوم التالي، فتغلق المراهقة الباب بقوة في وجه أمها وتتصرف كأنها خصمها، وتتعلق الأم أكثر فأكثر بسلطتها، فتزداد الأمور سوءاً. تتطور علاقة الأم – الابنة بشكلٍ غير منتظم وتتراوح بين تناغم وشجار ومصالحة واستياء ولمّ شملٍ، فتثقل المشاكل كاهل كل واحدة منهما.
تواطؤ حقيقي
تبدو العلاقة بين الأمهات وبناتهن واضحة وطبيعية، تدرك الابنة أن والدتها موجودة إلى جانبها، وتشعر كل واحدة منهما بالحبّ تجاه الأخرى. حتى إن لم تتبنَّ الفتاة قيم أخواتها الأكبر منها سناً اللواتي يرغبن أصلاً في نقلها إليها، إلا أنها تخفي في قلبها إعجاباً بأمها. يبدو التواطؤ حقيقياً فيُترجم بمناقشات حادة حول العمل، الصداقات، الحياة السياسية وغير ذلك من أمور كانت محرمات في ما مضى وباتت عادية اليوم. كشف استطلاع أجري عام 1998 أن العلاقات التي تجمع بين 81% من الأمهات وبناتهن أفضل من تلك التي كانت تجمع تلك الأمهات بأمهاتهن. لا شكّ في أن علاقة الأم – الابنة تتلبد بغيوم طفيفة لا تتطور في العادة إلى عواصف! تتشاحن الأمهات وبناتهن باستمرار إلا أن ذلك لا يمنعهن من تمضية ساعات طويلة على الهاتف.
حين يحتدم الصراع
عادةً تكثر النزاعات في مرحلة المراهقة إلا أنها تبدو أساسية. لتتحول الفتاة إلى امرأة لا بدّ من أن تبتعد عن أمها، يتيح النزاع للمراهقة أن تجد لنفسها مكاناً خاصاً... ستواجه صعوبات جمةً من دون شكّ إلا أنها لن تكون مستحيلة. في حالات أخرى، تعاني الأمهات من متلازمة الشباب الأبدي، فيعتبرن انتقال بناتهن من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ خطراً محدقاً يتمثل في تقدمهن في السن، فيفضلن البقاء صديقات دائمات لهن والتصرّف على هذا الأساس. لتجد الفتاة نفسها في خضم هذه العلاقة لا بدّ من أن تتأقلم ووالدتها مع هذه المعطيات وأن تبتعد كلّ واحدة منهما عن الأخرى قليلاً.
صديقة حميمة
تخشى الأمهات أن تعيش بناتهن بعيداً عن سيطرتهن فتغمرهن بالعطف والحنان منذ صغرهن. تتقرب الأم من ابنتها وتتحول إلى صديقة حميمة تعرف أحزانها وأفراحها ومشاكلها ومشاريعها. تبعاً لذلك، يصعب على الفتاة أن تميّز بين مشاعرها الخاصة ومشاعر أمها، لا سيما أن علاقتهما انصهارية. بالتالي، تبوح الفتاة الشابة العاشقة لأمها بسرها من دون تردد، كيف لا وهذا ما اعتادت على فعله دائماً، وتعرف الأم كيف ربّت ابنتها. إلا أن الفتاة التي تتخذ من أمها صديقة لها تتحول إلى رهينة لديها من دون أن تشعر، لأن بنيتها العاطفية تشمل العلاقة الانصهارية التي تجمعهما. لذلك لا تفكر الفتاة إطلاقاً بإبعاد أمها عن حياتها حتى حين تتزوج إذ تدرك تماماً حجم الألم الذي قد تشعر به، ولا تود أن تتحمل مسؤوليته بأي شكلٍ من الأشكال، لا سيما أن ألم الأم يعني أيضاً الألم للفتاة.
قرب هائل
تتهاتف الأمهات وبناتهن، مرات عدة كلّ يوم، إذ لا تُخفي الواحدة منهنّ أمراً عن الأخرى حتى الأمور الحميمة. أكثر من ذلك، حين تتألم الفتاة تجد أمها إلى جانبها لتهدئ من روعها. صحيح أن هذه العلاقة تبدو رائعة إلا أنها تقصي الآخرين من دائرة الحميمية الضيقة، حتى الحبيب أو الزوج لا يجد لنفسه مكاناً ضمنها، فيحتل مكاناً ثانوياً في حياة الفتاة وقد يضطر إلى كسب إعجاب الأم ليكسب الفتاة، وكأن الأم وابنتها شخصٌ واحد ووجهة نظر الواحدة منهما توجّه الأخرى.
ابتداءً من اللحظة التي تعي فيها الفتاة أهمية حياتها الشخصية وتتمنى أن تحمل في قلبها حباً مميزاً يختلف عن ذلك الذي تكنه لأمها، تبدأ العلاقات بالتدهور، خصوصاً أنها تجد نفسها مشتتة بين حبها لأمها وكراهيتها لها، لاعتقادها بأن أمها ترفض منحها فرصة للاستمتاع بحياتها بعيداً عنها، فتميل إلى التفرد والابتعاد عن هذه الأم القادرة، في ظلّ أزمة مراهقة لا تنتهي.
أم متعسفة
لا تصرف الأمهات النظر عن السعي الدائم الى الاحتفاظ بمكانة خاصة مهيمنة في حياة بناتهن، فيسدين نصائح ويحكمن وينتقدن من دون أن يدركن أنه لا بدّ من أن يتركن لهنّ بعض المجال. أحياناً، تترك الأمهات في نفوس بناتهن شعوراً بالضعف ليضمنّ اعتمادهن الدائم عليهن، فتشعر الفتاة بالذنب لأنها لا تضاهي أمها مكانةً، وترفض في لاوعيها أن تنجح في حياتها العاطفية أو المهنية. حين تتدهور العلاقات بين الأم وابنتها لهذه الدرجة ويصعب تخطي السيطرة العاطفية، قد تلجأ الابنة إلى محللٍ نفسي يساعدها على الانفصال رمزياً عن أمها المسيطرة.