العدد 3764
الأحد 03 فبراير 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
سعادة الأمة برزق المواطن
الأحد 03 فبراير 2019

الفرق بين من يعمل ومن يخرب أن الأول يبني المستقبل ويشيد صرحا مرئيا من الإنجاز يلمسه القاصي والداني، أما الثاني فإنه يمسح ما بناه الأول وما أنجزه من مكاسب يشهد لها العالم، هذا هو الفرق بين من يتشدق بالبناء وهو يهدم وبين من يعمل بصمت ودأب ليجعل من البناء ليس هدفاً بحد ذاته بل وسيلة لبلوغ الرخاء، فكل أمة، ما الذي تطمح إليه من كل هذا السعي الدؤوب سوى تحقيق الازدهار للشعب، فإذا كانت الأمة سعيدة فإن الدولة نجحت بتحقيق سعادة الشعب، وإذا كانت الأمة تعيسة فقد فشلت الدولة بإسعاد الشعب، هذا هو مقياس سعادة الأمم.

إن عبارة سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله بأنه من غير المسموح منافسة البحريني برزقه عبارة تختزل وتوجز فلسفة سموه بالعمل لتحقيق سعادة هذه الأمة مقابل من يعمل بالاتجاه المعاكس على نزع لقمة العيش من البحريني بشتى الطرق المتاحة والمتمثلة بالكثير من القرارات العشوائية التي لا تراعي أهمية حماية البحريني من المنافسة، لا بالتجارة ولا بالعمل، فهذا مشروع إلى حد ما ولكن قطع رزق المواطن ومنافسته بدخله بل إضعافه إلى حد إذابة طبقته الوسطى التي بدأت عملياً تتآكل.

نحن أمام طريقين، طريق يقوم على البناء وطريق يتجه صوب الهدم، هناك من يبني وهناك من يهدم وعلينا التمييز بين من يهدم ومن يبني، وأظن أن بالبحرين أصبح المواطن يعرف ويميز بين من يبني ومن يعيق، وأول شرط بالبناء وحفظ المنجز هو ألا يُسْمح بمنافسة البحريني برزقه، عبارة جسدت شرط الحفاظ على المكاسب الوطنية التي بُنيت على أساسها قواعد الدولة، فالمواطن حجر أساس الأمة فإن فرط عقده فرط عقد الأمة وسمو رئيس الوزراء أدرك بحنكته وخبرته وتجارب السنين أن رزق المواطن هو مبعث القوة والضعف، فإن فقد رزقه ضعف وضعفت معه الأمة وإن قوى برزقه قوت معه الأمة وازدهرت وآمل أن يدرك بعضنا هذه الجدلية التاريخية التي تقوم عليها حضارة الأمم.

على الذين يقفون حجر عثرة أمام فرصة الخروج من ألأزمة المالية أن يدركوا أنه ليس بتهديم المنجزات يمكن البناء، فما يُهدم لا يبنى عليه وهذا مُدرج بسجل تاريخ الأمم التي هدم أهلها قواعدها اعتقاداً منهم أنهم يبنون عليها فإذا بهم يفاجأون بأنهم خربوا ديارهم.

 

تنويرة:

ضحايا الصداقة أكثر من ضحايا العداوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية