العدد 1297
الخميس 03 مايو 2012
banner
يقولون إنها ثورة...يا للغباء المستفحل! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 03 مايو 2012

أضحك كثيرا عندما تردد قناة الكذب والدجل “العالم” كلمة ثورة البحرين... يا للغباء المستفحل...لغاية الآن يستمرون في كذبهم ويحاولون خداع الناس بهذه الكلمات الذين  هم أصلا  من كبيرهم وصغيرهم لا يعرفون معناها الحقيقي ..حتى بعض العقول هنا لا تزال تستخدم كلمة ثورة مع علمهم أنها ليست كذلك..فقط يخدعون أنفسهم ويتوهمون شيئا غير موجود .. يحاولون تلوين التمرد الطائفي بألوان الثورة ولكن على من تضحكون ..
 وبصورة عامة لقد أصبح مصطلح الثورة مألوفا عند المواطن العربي والخليجي هذه الأيام نظرا لما يحدث من حوله ،بيد أن من المهم توضيح معنى الثورة الحقيقي واستحالة حدوثها في مجتمعنا الخليجي الذي يتمتع بخصوصية تختلف عن بقية المناطق ،وتحكمه أسس وعادات وتقاليد وأعراف تجعله بعيدا تماما عن حدوث أي هزات ،لا سيما وإذا عرفنا ان الأنظمة الحاكمة في دول الخليج أثبتت وعلى مر عقود طويلة استقرارها و قوتها وصلابتها  والتحامها مع شعوبها أكثر من الأنظمة الجمهورية التي بدأت تتساقط واحدة تلو الأخرى بسبب البون الشاسع بينها وبين الشعب ..فلا أبواب الرؤساء في الجمهوريات مفتوحة لعموم الشعب ،ولا طريق واضح مرسوم للناس .عكس حكام دول الخليج الذين يستمدون القوة من الناس ،حيث أن أبواب مجالسهم مفتوحة لكل فرد في المجتمع مهما كان، يستمعون إلى مشاكلهم وهمومهم ويلبون مطالبهم دون رسميات ،علاوة على تواضعهم مع الصغير والكبير وتفهمهم لكل المشاكل صغرت ام كبرت .إنه كعادة متوارثة ..ولهذا فدول الخليج هي بحق بلدان الأمن والاطمئنان الأخضر والبلدان المثالية في ريادة القيم الحضارية والإنسانية .
 عموما يا سادة...يا من يحاول أن يلصق بنا مصطلح غريب..أقول وحسب ما تعلمنا وفهمنا :
 .. هناك فرق كبير بين الثورة والتمرد الطائفي ..فالثورة ليست انقلابا  ماديا يغير مظاهر الناس أو شكل المدن ،انما تطور باطني يتم على دفعات ببطء في طريق سيرها المرسوم لها ،ثم ان الثورة تقوم بناء على مبادئ وهي تمتاز بالدوام والتجدد لا تهدأ ولا تفتر. أما التمرد الطائفي فهو أمر عارض ومؤقت ليست له جذور عميقة من الفكر يستند إليها ويستمد منها وجوده  ،ولذلك فهو سرعان ما يؤد في مهده.
كما ان الثورة  ليست كالتمرد الطائفي ..الثورة أعظم  من هذا قدرا وابعد أثرا ..
في كتاب تشريح الثورة  للكاتب كرين برنتون فقرة تقول “إن الأنبياء هم اكبر الثوار في تاريخ بني الإنسان”..فلا بد للثورة من قداسة ومن أمل ومن مبادئ مقررة  ولا تحسب من الثورة الصالحة كل ثورة تخرب  وتهدم ولا تقرر ولا تبني ولا تدين بقداسة الفكرة .
 لتتعلم قناة الملالي في طهران ومن يسير وراءها كالقطيع المخدر بأفيون ولاية الفقيه ، ان الثورة لا تعد ثورة إلا إذا سار فيها التغيير  السياسي جنبا إلى جنب مع التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ،أما مجرد  التغيير السياسي فيسمى تعديلا أو إصلاحا ،كما ان الثورة تختلف عن التمرد الطائفي ،حيث ان الأخير ينقضي سريعا ..انه شهادة لا تماسك فيها ولا أحكام .أما الثورة فتبدأ بفكرة ،انها ادخال للفكرة في سياق التجربة التاريخية على حين ان التمرد الطائفي هو مجرد حركة لا نتيجة لها في الواقع واحتجاج  غامض لا ينطوي على نظام ومذهب ،أما الثورة فمحاولة لتكييف العمل وفقا لفكرة ابتغاء تشكيل العالم داخل إطار نظري .
التمرد الطائفي يا من تدعون العلم والمعرفة حركة سرعان ما تسقط من حساب التاريخ ،فلا تذكر في صفحاته إلا كما تذكر العاصفة المدمرة ...اليوم شديدة وغدا لا شئ!!..والأهم....الثورة تتطلب تحرك جميع من في المجتمع وعلى اختلاف مذاهبهم ..وليست جماعة صغيرة من طائفة معينة!.
إذن فلتخرسي يا قناة العالم ولتعرفي حقيقة ما يحدث عندنا ...إنها ليست ثورة ولا هم يحزنون...الثورة الحقيقية ستحدث عندكم ..في إيران...وساعتها نريد أن نشاهد ملامح المذيعين كيف ستكون ..يا منبع العفونة والكذب!..

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .