+A
A-

“زوجة بائع مخدرات”: أدمنت “الهيروين” لأجبر زوجي على تركه

قررت المحكمة الكبرى الجنائية الثانية برئاسة القاضي عبدالله الأشراف، وعضوية كل من القاضيين محسن مبروك، وأسامة الشاذلي، وأمانة سر عبدالله محمد، تجديد حبس حبس شابة “28 عاماً” متهمة مع زوجها “30 عاماً - خريج تقنية معلومات” وصديقه “30 عاماً - فني حاسوب بإحدى الوزارات” ببيع وتعاطي مخدر الهيروين الذي استلمه المتهمان عن طريق طرد قادم من باكستان يحتوي على “جامبينات” سيارات كان المخدرات مخبأة بداخل تجويفها، لمدة 15 يوماً على أن يراعى لها التجديد في الميعاد القانوني.
وتشير التفاصيل إلى أن معلومات وردت لملازم أول بإدارة مكافحة المخدرات، تفيد بوجود شخص باكستاني الجنسية مقيم في باكستان، يعمل على تهريب كميات من مادة الهيروين المخدرة إلى المملكة، ويعاونه في ذلك مواطنون، بحيث تصلهم الكمية المهربة ويعلمون بدورهم بترويجها على المدمنين وتجار المخدرات في البلاد، وعليه قام الملازم المذكور بالاستعانة بعدة مصادر سرية والمجندة لديه مسبقاً؛ للتوصل إلى معلومات أكثر دقة تعين فريق العمل لضبط تلك الشبكة، وبالفعل توصلت التحريات السرية إلى أن من يعاون المتحرى عنه في البلاد شخصان يديران عملياتهما غير المشروعة عبر اتصالات دولية، وأكدت التحريات أنهما يحتفظان بكمية كبيرة من الهيروين في محل إقامتهما، فتم استصدار إذن قضائي من النيابة العامة للقبض عليهما وتفتيشهما ومحل إقامتهما، حيث تم ضبط علبة كارتونية كبيرة الحجم تحوي بداخلها أنابيب معدنية مجوفة تم تهريب الكمية بواسطتها عبر شركة شحن عالمية.
وخلال التحقيق مع المتهم الأول -زوج الشابة المجدد حبسها يوم أمس- قال إن ما نسب إليه بشأن الترويج غير صحيح، وإنما هو يتعاطى فقط، والحاصل أنه تلقى اتصالاً من صديق قديم له “المتهم الثاني” بشأن الالتقاء معاً في شقة الأخير بمنطقة الجفير، وأنه أثناء تواجده في تلك الشقة لاحظ أن المتهم الثاني يحوز كمية كبيرة من الهيروين، مبيناً أنهما كانا يستلمان مثل هذه الكميات من شخص باكستاني، يرسلها لهم عبر شركة شحن عالمية معروفة، إذ يقوم المذكور بوضع المواد المخدرة بداخل قطع حديدية -قطع غيار السيارات- وكان دائما ما يتصل به المتهم الثاني لمتابعة وصول الشحنات، وقبل 3 أيام من القبض عليهما استلم المتهم الثاني الشحنة، والتي كانت عبارة عن “جامبينات”.
وأضاف المتهم الأول أنه بعد استلامهما الشحنة توجها معاً إلى منطقة جدحفص واستأجرا منشارا كهربائيا؛ لقص تلك “الجامبينات”، موضحاً أن ذلك الشخص الباكستاني كان معه أولاً بأول عن طريق الهاتف ليرشده إلى المكان الذي سيضع فيه كيلوجرام واحد من الكمية -2 كيلوجرام- التي كانت بداخل تلك القطع، حيث سيحضر لذلك الموقع شخص باكستاني مقيم في المملكة، إلا أنه بيّن أن هذا المقيم الباكستاني يعتقد قد تم القبض عليه مؤخراً مع بعض أفراد عائلته في قضية مخدرات كذلك قبل يوم واحد من القبض عليهما، مشيراً في اعترافاته أنه يتعاطى المخدرات منذ نحو سنة واحدة فقط.
من جهة ثانية، أقر المتهم الثاني بتعاطيه المواد المخدرة منذ نحو سنة واحدة كما المتهم الأول، إلا أنه لا يقوم بترويج المواد المخدرة، وأن معرفته بالمتهم الأول منذ 11 عاماً، إذ إنهما في بعض الأوقات كانا يتعاطيان مخدر “الحشيش” حتى تعرف الأول على شخص باكستاني، وأعطاه عنوان شقته، وبعد ذلك وصلت المواد التي لم يكن يعرف عنها شيء، إذ ذهب الأول لاستلامها من بواب العمارة واستلم منه الطرد، كما اعترف بمضمون ما اعترف به الأول بشأن ما حصل عقب استلامهما الطرد، والذي كان يحوي “الجامبينات” بداخلها 2 كيلو من مادة “الهيروين” المخدرة.
أما المتهمة الثالثة زوجة المتهم الأول، قالت إنها تزوجت المتهم في العام 2007 بعد تخرجه من الجامعة وحصوله على وظيفة، حتى دخل إلى حياتهما أحد أصدقائه، والذي وصفته بصديق السوء، حيث جعل من زوجها مدمناً للمخدرات، حتى لاحظت ذلك عليه، إذ كان في حالة نعاس مستمرة، وفي يوم من الأيام تفاجأت به يتعاطى “بودرة” لونها “بيج” عرفت أنها مخدرات؛ لأنها تتعبه تماماً، وأضافت أنه في حال لم يتعاط يظل يصرخ طوال اليوم ويتألم ويتلوى من الآلام، وقد حاولت إبعاده عن ذلك الطريق، لكنها لم تفلح في ذلك. وأشارت الزوجة إلى أنها حاولت إبعاده عن تلك المواد المخدرة، إلا أن الشيطان كان أقوى منه في ذلك، إذ لم يحتمل زوجها فراق تلك المواد، حتى طرأت عليها فكرة أن تعاقب زوجها بمعاقبة نفسها؛ لأن أهلها وأهل زوجها بدأوا يشكون في أمره بأنه يتعاطى المخدرات، فقامت هي بالتعاطي من دون معرفته، وفور وصوله مسكنهما أبلغته أنها تعاطت الهيروين الذي بحوزته، حتى يرى ماذا جلب لها من أذى ويبتعد عن تلك المواد عندما يشاهدها تتألم، لكنها لم تستطع مقاومة الألم الذي كانت تتعرض له بعد أول جرعة تعاطتها وأصبحت تتعاطى مع زوجها باستمرار حتى لا تواجه أي نوبة ألم.
وعندما جاءت الشرطة لشقتهما بعد القبض على زوجها والمتهم الثاني، فتشوا المكان ولم يعثروا على شيء، فقامت هي بمحض إرادتها وأبلغتهم أنها تخفي كمية من الهيروين في دورة المياه بداخل كيس من النايلون.
يشار إلى أن ضابط جمارك قرر في بلاغ له أنه فور وصول الشحنة التي استلمها المتهمان الأول والثاني، قام بتفحصها وتفتيشها لأكثر من مرة حتى تبين أن بداخلها شيئا غريبا، فأبلغ بالواقعة، مشيراً إلى أن ما بداخل تلك القطع الحديدية الواردة يقدر بنحو 3,160.920 جرام (3 كيلو و160.92 جراما).
ويواجه المتهمون الثلاثة تهمة حيازة وإحراز مادة الهيروين المخدرة بقصد ترويجها بالبيع والتعاطي في غير الأحوال المرخص بها قانوناً.