جاء في الاخبار أن مجلس الوزراء الموقر وافق على مذكرة اللجنة الوزارية للشؤون المالية والاقتصادية والتوازن المالي بشأن التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء وحدة متكاملة للكشف عن سرطان الثدي، الخبر أثلج صدري وأفرحني كون القائمين على الأمر في مملكتنا العزيزة يولون الاهتمام بهذا الأمر خاصة وأن ارتفاع الاصابة بهذا المرض لدى النساء متزايد كما تذكر ذلك د. سارة الريفي استشارية جراحة أورام الثدي والترميم في تصريحات صحفية مشيرة إلى أن سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء على مستوى العالم، خصوصًا في مملكة البحرين، حيث يصل معدل الإصابة إلى 39،7%.
بكل المقاييس هي نسبة مرتفعة جدا وتُعد الأعلى بين دول الخليج، ومن هنا يأتي أهمية قرار مجلس الوزراء في جلسته الاسبوعية الأخيرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لذا أثمن عاليا هذه الخطوة التي يجب أن يكون لها ما بعدها، خاصة من جانب القطاع الخاص للمساهمة الفاعلة في إنشاء هذه الوحدة المتكاملة للكشف عن سرطان الثدي كذلك الخيرين في البحرين الذين عُرف عنهم تقديم المساهمات القوية في مثل هذه المشاريع المهمة، أتمنى من كل قلبي أن تتسارع الخطى لجعل هذا المشروع واقعيا على الأرض لايقاف الاصابة بهذا المرض.
هناك تحدي كبير أمامنا لإزالة هذا المرض الخبيث وحماية نساء البحرين منه، فهاهي الحكومة قامت بدورها المنوط بها، ولا زال لها أدوار مقبلة في هذا الصدد في مجالات أخرى، والتحدي الذي أقصده هم أهمية التوعية بسرطان الثدي وعمل حملات مكثفة ومنظمة للتشخيص المبكر، على أن يأخذ هذا الأمر الجدية اللازمة من خلال تحشيد الإعلام والإعلاميين والصحفيين والكُتاب ووزارات الاعلام والصحة والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية لوضع خطة طموحة لنشر ثقافة الفحص المبكر أولا، الوقاية من المرض ثانيا، وذلك من خلال التوعية المكثفة للابتعاد عن كل الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذا المرض.
حسب المعلومات التي حصلت عليها من جهات ذات اختصاص أنه في عام 2020م تمت إصابة ٢,٣ مليون امرأة بسرطان الثدي، ويحدث حوالي نصف حالات سرطان الثدي لدى النساء دون وجود عوامل خطر محددة، بخلاف الجنس والعمر، من هنا فإن مؤسسات المجتمع المدني في البحرين وخاصة الجمعيات النسائية مطالبة بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن وذلك بإقامة الفعاليات التوعوية بانواعها المختلفة من محاضرات وندوات واسابيع صحية، وتخصيص أيام توعوية وذلك بالتعاون مع الجهات ذات الصلة مثل وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية عبر (المراكز الاجتماعية) المنتشرة في المملكة.
إذا تمعنا في معدل إصابة النساء 39،7% نجد هذا مؤشر خطير لأن المرأة هي القوة الدافعة والمحركة لعجلة الاقتصاد بكل جوانبه ومجالاته التي تعتمد عليها الدولة في عملية التطور والازدهار، وكذلك المرأة البحرينية هي العمود الفقري لقيادة التعليم، والتربية..إلخ، لذلك فإن تزايد الاصابة بسرطان الثدى سيعطل تطور المجتمع ويفقده الحيوية، أتمنى أن نرى قريبا جدا حركة فاعلة في هذا الأمر.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |