العدد 6097
الثلاثاء 24 يونيو 2025
banner
يوسف محمد.. والأثر الباقي
الجمعة 22 نوفمبر 2024

بوفاة الفقيد الأخ العزيز الدكتور يوسف محمد اسماعيل صباح الخميس اكتست مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي بالحزن والفجيعة بهذا الرحيل المفاجئ الذي أحدث هزة في نفوسنا جميعا، فكان وقع الصدمة كبيرا أوقفنا عند انفسنا، وكأنه علامة تنبيه لكي نتذكر الرحيل عن هذه الدنيا، خاصة وأننا نفتقد يوميا من كانوا معنا وبعد أيام قليلة يصبحوا في طئ النسيان..لكن..!.

الفقيد يوسف من الذين خلدوا اسمائهم في سجلات التأريخ بأحرف من نور بأعماله الوطنية الجليلة وتظل البحرين بأجيالها الحالية واللاحقة تذكره بكل الفخر والاعتزاز، كما أن فقيدنا العزيز بما أنجزه دخل قلوب كل أبناء البحرين صغارا وكبارا، وأن مشهد الدفان بمقبرة المنامة والحشود التي امتلأ بها المكان وأصوات البكاء على رحيل الفقيد، وتدافع المعزين كان استفتاءا وجدانيا و إجماعا على حب أهل البحرين لمن غنى لهم، وأفرح قلوبهم، ووثق تاريخ آبائهم واجدادهم، واعتنى بتراثهم، ودرس أبنائهم.

إن الفقيد العزيز الدكتور يوسف محمد اسماعيل نموذج حقيقي في العطاء الوطني والأدبي والثقافي والأخلاقي عبر عمله في مجال الإعلام لمدة قاربت ربع قرن من الزمان كان يقدم كل ما هو مفيد للإنسان البحريني، عرفته المنابر متحدثا ومحاضرا ومفكرا، برغم عمره القصير إلا أنه كان كبيرا بعقله، وعميقا في تصوراته نحو الحياة، وقد شاهدنا للفقيد حديثا شيقا يدعو فيه الشباب وحديثي الإقبال على الحياة إلى ترك الأثر الجميل والمفيد بين الناس، منبها إلى أن الحياة هي عمر قصير فلابد أن يكون لنا فيها دور إيجابي من أعمال طيبة في خدمة للمجتمع ومساعدة لمن يحتاجها.

الفقيد عندما قال جملته هذه عن الأثر كان يقصد أن يلفت انتباهنا نحن لانجازاته الكبيرة في عمره القصير، وأن يحتذى به، واستطيع القول أن الفقيد يوسف محمد قدما لنا درسا بليغا وهو الأول من نوعه لشاب في مثله تعددت ألقابه صحفي وإعلامي وموثق ومؤرخ ومحاضر، ودكتور، و تعددت اهتماماته وتخصصاته، كما تعددت انجازاته، هذا فضلا عن علاقاته الواسعة مع فئات المجتمع المختلفة، والحريص دائما على تقويتها، شخصيا كنت ألتقيه من فترة لأخرى وكان حريصا السؤال عن أحوالي وعملي، وكان سباقا في التواصل والسؤال عن الأسرة، وكانت تتم بيننا أحيانا مناقشات حول الهم الوطني العام ومن بين ذلك المجال الاعلامي والقانوني، الفقيد دائما يشعر من يعرفه بمشاعر الأخوة الصادقة.

فالأثر الطيب في مسيرة كل منا في حياته من خلال الإرث الذي يبقى بعد الممات فالأثر الجميل يحدد مكانة الانسان في قلوب من حوله في الاسرة أو في المجتمع أو في الوطن الكبير،  أو أثر الإنسان في نفسه وفي بيته وفيمن حوله، فالفقيد يوسف بجهده  وكفاحه في الحياة استطاع أن ينتهج لنفسه نهجا مغايرا عن الآخرين، فأصبح أيقونة المجتمع في العطاء والتزود بالمعرفة وبذل المعارف للآخرين لينهلوا من عمله ومن تجاربه الرصينة في الحياة.

ومن هنا أعزي أسرته المكلومة وكل فرد في الأوساط الإعلامية والثقافية والأكاديمية والأدبية وكل فئات الشعب البحريني، ونسأل الله للفقيد الرحمة والمغفرة والفوز بالجنة ورضاء الرحمن.

 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية