العدد 6089
الإثنين 16 يونيو 2025
‏أطفال السرطان في البحرين!‏
الأحد 13 أكتوبر 2024

مثل كل بلاد العالم لا تخلو مملكة البحرين من وجود أطفال مرضى بالسرطان وحسب تصريح لاستشارية ‏أمراض الدم والسرطان في الأطفال د. خلود خليفة السعد  لإحدى الصحف في فبراير من العام الجاري قالت ‏فيه أن معدل الاصابة يصل إلى 25 إصابة جديدة بسرطان الأطفال في المملكة سنوياً، وأن نسبة الشفاء من ‏سرطان الأطفال في البحرين تبلغ نحو 82 %، ونحن في البحرين نحمد الله كثيرا أن الدولة تولي هذه الفئة ‏وكل المصابين بهذا الداء اهتماما كبيرا وذلك بتوفير كافة العلاجات اللازمة.‏
ومن الجميل الذي يشعر الإنسان بالارتياح ان هناك جهة على مستوى عال من الرقي والتحضر والشعور ‏بالمسؤولية تعمل بجهد كبير في الاهتمام والرعاية بهذة الفئة وهي مبادرة (ابتسامة) التابعة لجمعية المستقبل ‏الشبابية والمعنية بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال مرضى السرطان وأولياء أمورهم؛ هذه المبادرة ‏منذ تأسيسها وحتى الآن مرت بمراحل كثيرة وهي الآن في موقع متقدم جدا في تقديم الرعاية لأطفال ‏السرطان حتى لفتت نظر المسؤولين في الدولة والخيرين كذلك، وهذا جهد يستحق الشكر والتقدير الكبيرين.‏
اعتقد أن الموضوع أكبر من مبادرة، وأكبر من وزارة واحدة تقدم الدعم لأطفالنا المصابين بهذا المرض، لأن ‏الحاجة ليس كلها مادية أو علاجية بالمستشفى، بل هناك حاجة كبيرة جدا للدور الإعلامي التوعوي ‏الارشادي، كما هناك دور في غاية الأهمية بالنسبة لوزارة التربية والتعليم التي بامكانها توعوية الطلاب ‏خاصة صغار السن حول مرض السرطان، وترسيخ المعلومات المهمة بالنسبة لهم فيما يتعلق بالتعامل مع ‏زملائهم الطلاب المصابين بالسرطان داخل المدرسة، وتعريفهم بهذا المرض الذي يمكن أن يصيب أي واحد ‏منهم حتى لا يمارسوا التنمر على زملائهم.‏
كما هو معروف أن الطفل لدى تشخيصه بمرض السرطان يدخل حالة من الصدمة والخوف والغضب ‏والحزن والقلق والتوتر، فإلى جانب الخطر الذي يهدد حياته، تطرأ تغييرات كثيرة على روتينه اليومي، فيُلزم ‏بزيارة الطبيب بشكل دوري والخضوع لجلسات العلاج وتغيير نمط حياته، ولا تقتصر آثار إصابة الطفل ‏بالسرطان على المريض وحده، بل تمتد لتشمل كامل الأسرة، ومن هنا فإن الجانب النفسي يعُد شديد الأهمية ‏في مقاومة المرض طوال فترة العلاج.‏
إن حماية أطفالنا من مرض السرطان منذ وقت مبكر يحتاج بكل تأكيد إلى توعية الأسر وأولياء الأمور بشكل ‏خاص حول أفضل الأغذية التي نعوّد عليها أطفالنا وتبعدهم من كل الأمراض وليس السرطان فحسب، وهذا ‏لا يتأتى إلا بجرعات توعوية بشكل غير تقليدي، مع تكثيف معلومات عن الثقافة الغذائية من خلال برامج ‏تلفزيونية وإذاعية وعبر المسابقات والحوارات المفتوحة مع الأطباء والأسر ومحاربي السرطان، ويفترض ‏هذه الحملات التوعوية لا تكون فقط في شهر فبراير بمناسبة ذكرى اليوم العالمي لسرطان الأطفال، يفترض ‏أن تكون مستمرة ولا تتوقف، لنشر الوعي على أوسع نطاق وحث مؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في ‏هذه التوعية.‏

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية