مثل كل بلاد العالم لا تخلو مملكة البحرين من وجود أطفال مرضى بالسرطان وحسب تصريح لاستشارية أمراض الدم والسرطان في الأطفال د. خلود خليفة السعد لإحدى الصحف في فبراير من العام الجاري قالت فيه أن معدل الاصابة يصل إلى 25 إصابة جديدة بسرطان الأطفال في المملكة سنوياً، وأن نسبة الشفاء من سرطان الأطفال في البحرين تبلغ نحو 82 %، ونحن في البحرين نحمد الله كثيرا أن الدولة تولي هذه الفئة وكل المصابين بهذا الداء اهتماما كبيرا وذلك بتوفير كافة العلاجات اللازمة.
ومن الجميل الذي يشعر الإنسان بالارتياح ان هناك جهة على مستوى عال من الرقي والتحضر والشعور بالمسؤولية تعمل بجهد كبير في الاهتمام والرعاية بهذة الفئة وهي مبادرة (ابتسامة) التابعة لجمعية المستقبل الشبابية والمعنية بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال مرضى السرطان وأولياء أمورهم؛ هذه المبادرة منذ تأسيسها وحتى الآن مرت بمراحل كثيرة وهي الآن في موقع متقدم جدا في تقديم الرعاية لأطفال السرطان حتى لفتت نظر المسؤولين في الدولة والخيرين كذلك، وهذا جهد يستحق الشكر والتقدير الكبيرين.
اعتقد أن الموضوع أكبر من مبادرة، وأكبر من وزارة واحدة تقدم الدعم لأطفالنا المصابين بهذا المرض، لأن الحاجة ليس كلها مادية أو علاجية بالمستشفى، بل هناك حاجة كبيرة جدا للدور الإعلامي التوعوي الارشادي، كما هناك دور في غاية الأهمية بالنسبة لوزارة التربية والتعليم التي بامكانها توعوية الطلاب خاصة صغار السن حول مرض السرطان، وترسيخ المعلومات المهمة بالنسبة لهم فيما يتعلق بالتعامل مع زملائهم الطلاب المصابين بالسرطان داخل المدرسة، وتعريفهم بهذا المرض الذي يمكن أن يصيب أي واحد منهم حتى لا يمارسوا التنمر على زملائهم.
كما هو معروف أن الطفل لدى تشخيصه بمرض السرطان يدخل حالة من الصدمة والخوف والغضب والحزن والقلق والتوتر، فإلى جانب الخطر الذي يهدد حياته، تطرأ تغييرات كثيرة على روتينه اليومي، فيُلزم بزيارة الطبيب بشكل دوري والخضوع لجلسات العلاج وتغيير نمط حياته، ولا تقتصر آثار إصابة الطفل بالسرطان على المريض وحده، بل تمتد لتشمل كامل الأسرة، ومن هنا فإن الجانب النفسي يعُد شديد الأهمية في مقاومة المرض طوال فترة العلاج.
إن حماية أطفالنا من مرض السرطان منذ وقت مبكر يحتاج بكل تأكيد إلى توعية الأسر وأولياء الأمور بشكل خاص حول أفضل الأغذية التي نعوّد عليها أطفالنا وتبعدهم من كل الأمراض وليس السرطان فحسب، وهذا لا يتأتى إلا بجرعات توعوية بشكل غير تقليدي، مع تكثيف معلومات عن الثقافة الغذائية من خلال برامج تلفزيونية وإذاعية وعبر المسابقات والحوارات المفتوحة مع الأطباء والأسر ومحاربي السرطان، ويفترض هذه الحملات التوعوية لا تكون فقط في شهر فبراير بمناسبة ذكرى اليوم العالمي لسرطان الأطفال، يفترض أن تكون مستمرة ولا تتوقف، لنشر الوعي على أوسع نطاق وحث مؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في هذه التوعية.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |