بعض الأسر التي رزقها الله بأبناء من ذوي اضطراب طيف التوحد، أو التوحد بشكل عام يعانون من إشكالات تتمثل في تعامل الكثير من الطلبة مع أبنائهم بطريقة تنم عن جهل وغياب التوعية الأسرية، وعدم تنسيق بين الجهات المعنية التي من المفترض تهيئة وإرشاد الطلبة والمشرفين الاجتماعيين في بداية العام الدراسي بضرورة التنبيه بوجود طلبة من ذوي التوحد يحتاجون للتعامل الخاص معهم، أعتقد هذه مسألة بديهية ولا تحتاج للتذكير أو شرح أهميتها.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن وزارة التربية والتعليم تولي الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذوي الإعاقة اهتماماً خاصاً، وتسعى إلى دمج القابلين منهم للتعلم بكافة فئاتهم متلازمة داون التوحد الإعاقات الحركية والسمعية والبصرية الإعاقة الذهنية البسيطة في المدارس الحكومية، وتكفل توفير كافة التسهيلات والأجهزة المعينة التي تساعد كل فئة من هذه الفئات على تلقي العلوم والمعارف مع سائر الطلبة من دون تمييز، وذلك حرصاً منها على توفير الخدمات التعليمية المتكافئة للجميع ووفقاً للإمكانات المتاحة.
وتحدثنا آخر إحصاءات وزارة التربية والتعليم بأن عدد الطلبة والطالبات من ذوي الإعاقة الحاصلين على شهادة ثانوية عامة خلال الخمس سنوات السابقة منذ العام الدراسي 2018-2019 وحتى 2022-2023، بلغ 250 طالباً وطالبة، كما بلغ عدد الطلبة من ذوي الإعاقة المسجلين بمؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة للعام الأكاديمي 2023-2024، 234 طالباً وطالبة، الامر الذي يؤكد على اهتمام الدولة بهذه الفئة من أبنائنا الأعزاء ربنا يحفظهم ويرعاهم ويوفقهم، لذلك يعرف أن دمج اطفال التوحد في المدارس بإتاحة الفرص لأطفال مرض التوحد بتلقي التعليم مع أقرانهم باعتبار التعليم حق أساسي ويضمن لهم حياة كريمة في وسط عالم متسارع الخطوات.
حسب الخُبراء والمختصين فإن اضطرابات طيف التوحد هي الحالات التي يواجه فيها الأشخاص صعوبة في تطوير العلاقات الاجتماعية العادية، أو استخدام اللغة بشكل طبيعي، أو يعجزون عن استخدامها بشكل مطلق، ويُظهرون سلوكيات مقيَّدة أو تكرارية، لكن في ذات الوقت أن كثير من الأطفال المصابين بالتوحد قدرتهم العقلية عالية للغاية ويمكنهم الالتحاق بالمدارس، ومع ذلك غالباً ما تكون العلاقة بين طفل التوحد والمدرسة عامل قلق رئيسي بالنسبة لهم؛ لذلك يحتاج أطفال التوحد إلى معاملة خاصة وروتين يومي ثابت يمنحهم الأمان والقدرة على التعلم.
ونحن حيال هذه الإشكالية نجد أن هناك ثمة تقصير مجتمعي كبير حيث لا توجد مؤسسات أهلية تطوعية تنشر الوعي بين الأسر في مسألة التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، وكذلك هناك تقصير إعلامي واضح جدا من خلال أجهزة الإعلام في البحرين، بينما نحتفل رسميا وأهليا بالكثير من المناسبات ونخصص لها البرامج وصفحات الصحف وكتاب الأعمدة والمقالات وفي ذات الوقت نستبعد بعض القضايا المهمة التي نحتاج فيها لبرامج تلفزيونية وإذاعية مستمرة لزيادة وعي أفراد المجتمع بها، وبضرورة وضعها ضمن الأولويات وهي كثيرة ومن بينها زيادة وعي الناس بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذوي الإعاقة، وفئات متلازمة داون، التوحد، الإعاقات الحركية والسمعية والبصرية، الإعاقة الذهنية، هؤلاء بينهم الأذكياء والموهوبين وأصحاب الطموح الذين ينشدون النجاح.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |