عرض رئيس قسم تقنية المعلومات والبنية التحتية الرقمية في بنك البحرين والكويت، محمد بوجيري، في ندوة نظمتها جمعية التكنولوجيا والأعمال البحرينية بالتعاون مع “إن جي إن” العالمية لأنظمة المعلومات المتكاملة، بعض الأرقام التي تؤكد النقلة الهائلة في مجال زيادة الاعتماد على القنوات أو الخدمات المصرفية الرقمية، ومن ذلك ما أعلنه مصرف البحرين المركزي عن زيادة بنسبة 700 % في التحويل عبر فوري+، و31 % عبر فوري، و90 % عبر نظام فواتير، 81 % من خلال قنوات الدفع الإلكتروني المختلفة، مقابل تراجع 8 % في استخدام أجهزة الصراف المنتشرة في الشوارع، وقال “هذا كله يدفعنا ويشجعها على المزيد من الاستثمار في البنية التحتية الرقمية”.

وكشف بوجيري خلال في الندوة أن البنوك تعمل حاليا بسرعة على تلبية توقعات العملاء المتزايدة بشأن حصولهم على خدمات مصرفية رقمية سهلة وميسرة وآمنة، خاصة بعد أن اكتشف المزيد من العملاء مدى سهولة التعامل رقميا في الأمور المالية بدلا من إضاعة وقتهم وجهدهم في زيارة المصرف لإجراء تلك المعاملات، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى تحديات جديدة ظهرت بشكل واضح عند هذا التحول، من بينها تحديات على مستوى الأمن السيبراني يعود لسببين الأول هو استخدام الخدمات الرقمية المصرفية من قبل عملاء ليس لديهم العلم أو الوعي الكافي بكيفية حماية بياناتهم ومعلوماتهم، والتحدي الثاني هو عمل موظفي البنوك من المنزل واستخدامهم لأجهزة كمبيوتر ربما ليست محمية من الاختراق واتصالهم بالانترنت من شبكة خارج شبكة البنك.

وعقدت الندوة عن بُعد، حول فاعلية الأداء والإنتاجية خلال وبعد جائحة فيروس كوفيد-19، جرى خلالها بحث التغيرات العميقة التي يشهدها العمل في القطاع الحكومي والخاص كأحد تداعيات الجائحة.

وتحدث مدير إدارة الحوكمة والبنى المؤسسية في هيئة المعلومات والحكومة الالكترونية، خالد المطاوعة، عن التعامل مع متطلبات مرحلة ما بعد الجائحة من منظور حكومي، مؤكدا سعي الحكومة لمواكبة متطلبات التحول الرقمي وتقديم خدمات عن بعد موثوقة للمستخدمين.

من جانبه، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة “إن جي إن”، يعقوب العوضي، عن توجه المزيد من المؤسسات والشركات والمنظمات في البحرين والعالم نحو الاستعانة بمصادر خارجية كنموذج إدارة إستراتيجي يعتمد على تحويل جميع أو بعض العمليات الإدارية إلى شركة أخرى كطرف ثالث يؤدي خدماته الإدارية يوم بيوم.

فيما تحدثت عائشة بوشقر أستاذة تقنية المعلومات بجامعة البحرين عن كيفية تنشئة جيل من المتخصصين المستعدين لمواجهة الأحداث المفاجئة وغير المتوقعة، مشددة على أهمية تزويد الطلبة والخريجين بالمهارات الحديثة التي يتطلبها سوق العمل في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية التكنولوجيا والأعمال مشعل الحلو أن هذه الندوة تركز بشكل خاص على الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل مديري تقنية المعلومات في الشركات والمؤسسات لتعزيز مرونة مؤسساتهم في التعامل مع تداعيات هذا الفيروس وما يمكن أن يسببه من أضرار واسعة، والاستعداد أيضاً لتحقيق الانتعاش والنمو مرة أخرى.