+A
A-

“عواطف” تتخرج بامتياز بعد غياب 16 عاما عن الدراسة

يبدأ العلم مع الإنسان منذ نعومة أظفاره في سنواته الأولى، وهذا هو الأمر المعتاد، بيد أن العلم لا عمر له ولا زمان محدد، وبإمكاننا النهل من معينه وتحقيق طموحاتنا فيه متى ما أردنا ذلك، بالهمة العالية والرغبة في نيل المعالي.

وهذا ما جسدته الطالبة الخريجة عواطف القلاليف، من مدرسة العهد الزاهر الثانوية للبنات - نظام المنازل، من خلال إصرارها وتحديها لبلوغ مرادها، والذي لم يقتصر على استكمال تعليمها فحسب، بعد انقطاعها عنه عند بلوغها المرحلة الثانوية، لظروف خارجة عن إرادتها، وإنما وضعت التفوق نصب عينيها، وجاهدت للوصول إليه، حتى استطاعت التخرج بامتياز واحتلال مركز متقدم بلائحة شرف الثانوية العامة للعام الدراسي المنصرم، ضمن مسار اللغات والعلوم الإنسانية.

عواطف من مواليد 1977، وكانت رحلتها الدراسية متقطعة بسبب ما واجهته من ظروف، وكانت دائما في شوق وحنين لاستكمال مسيرتها التعليمية، والحصول على شهادة الثانوية العامة، والتي تعتبر نفسها جديرة بها.

لقد كان المعين والداعم الأول لعواطف، والذي أخذ بيدها مؤمنا بقدراتها وواعيا بأهمية العلم هو زوجها عدنان جاسم السيار، الذي كان خير من يقف بجانبها ويساندها ويحفزها للدراسة أكثر، آخذا بيدها لتحقق ما تصبو إليه، فكانت على قدر عال من الطموح والإرادة، حتى تمكنت بعد مضي 16 سنة من ابتعادها عن مقاعد الدراسة من التخرج بامتياز.

وعبرت عواطف عن اعتزازها بالفرصة التي تتيحها وزارة التربية والتعليم للطلبة المنقطعين عن الدراسة لفترة طويلة لاستكمال دراستهم بنظام المنازل، وأشادت بمدرستها التي لاقت منها كل احترام وتعاون، وخاصة مديرة المدرسة ومنتسبات قسم التسجيل، حيث تم إمدادها بالكتب الدراسية، وكن على قدر كبير من التواصل معها حتى في أيام تقديمها للامتحانات عن بعد، والتي اعتبرتها تجربة جديدة تخوضها لأول مرة في هذه الظروف الصعبة، حيث ذللت وزارة التربية والتعليم كل الصعاب، من خلال برامج تقديم الامتحانات، ضمن تجربة رائدة ونقلة في التعلم عن بُعد.